النجاح الإخباري - كرمت وزارة الثقافة، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، في مقرها بمدينة البيرة، امس ، نخبة من المسرحيين الفلسطينيين، الذين كان لهم ولا يزال بصماتهم في إعلاء شأن المسرح الفلسطيني ليس محلياً فحسب، بل عالمياً أيضاً، وهم: الفنان يوسف أبو وردة، والفنان مكرم خوري، والفنانة سامية قزموز بكري، والفنان مصطفى الكرد، والفنان أحمد أبو سلعوم، الذي كرم أيضاً لفوزه بجائزة مهرجان عكا المسرحي، كما تم تكريم الفنانين محمد الطيطي وإيهاب زاهدة على إنجازاتهما المسرحية في مسرح نعم في الخليل.

وعبر الفنانون المكرمون على أهمية تكريمهم في بلدهم، ومن أبناء شعبهم، موجهين الشكر لوزارة الثقافة، ومعربين عن أملهم بمواصلة العطاء المسرحي الذي لا يتوقف منذ عقود، ومؤكدين على أن لهذا التكريم نكهة مغايرة، فالفنان حين يكرم في وطنه لا يعنيه أي تكريم خارجه مهما كان، ومن أية جهة كانت.

وقال أبو وردة: إنهذا التكريم له معنى كبير بالنسبة لي، وإن شاء الله سنواصل عملنا بحيث نكون على قدر المسؤولية التي وضعها أبناء شعبنا على أكتافنا كمسرحيين، في حين عبر خوري عن أمله في أن يتمكن وزملائه من القدرة على الاستمرار في العطاء باتجاه تطوير الحركة المسرحية الفلسطينية، ونقدم المزيد والمزيد، بينما نقلت بكري مقولة للمخرج الفلسطيني د. عوني كربونة الذي كان يقيم في ألمانيا، والذي كان يقول لها باستمرار أنه يرغب بالعمل مع "أناسه في فلسطين"، ويلقى التكريم بالنسبة، لافتة إلى أنها تشعر أنها لا تزال قادرة على تقديم أعمال مسرحية عالية.

بدوره، قال أبو سلعوم: إنه وسط الكوارث التي يمر فيها الإنسان العربي، يبقى المسرح باعثاً للأمل، ويشكل مع بقية الفنون الجدار الواقي والحصين لثقافة وطنية، فلسطينية الملامح إنسانية العمق، فمسرحنا الفلسطيني ربي بعلاً، ولكنه أصر على البقاء، فيما شدد الكرد على أن هذا التكريم يمنح الابتسامة دورها في المضي قدماً إلى الشفاه في ظل هذا الظلام، فالأمل هو الذي يمنحنا القدرة على الاستمرار ليس فقط على قيد البقاء، بل على قيد الإبداع لسنوات مقبلة، في حين أكد الطيطي على أن تكريمه وزاهدة مع عمالقة المسرح الفلسطيني يمثل له الشيء الكثير.

ومن جانبه، أشار وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، في كلمته خلال حفل التكريم الى أنه ضمن فعاليات يوم الثقافة الوطنية، قلنا إن اليوم العالمي للمسرح مناسبة لمد الجسور بين فلسطين والمسرح حول العالم، من خلال ما نستطيع تقديمه من احتفاء بكبار مسرحيينا، ومن خلال الإصرار على نهجنا بأن الثقافة، تستطيع أن تكون في هذا السياق، لغة الشعب الفلسطيني، وتستطيع أن تكون صوت فلسطين المحمول إبداعياً، والذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي بشتى الطرق أن يلغيه ويطمسه من حياتنا اليومية، باختصارنا في رؤية ضيقة يحاول من خلالها الاحتلال أن يقزم الرواية الفلسطينية، ويشطب الحقوق الفلسطينية ويقزمها، ولكن بإصراركم وإبداعكم دائماً نستطيع إحداث هذا الاختراق بالانتصار للرواية والثقافة الفلسطينية، وأيضاً الإبداع الفلسطيني.

وأضاف بسيسو: في اليوم العالمي للمسرح، ونحن نكرم اليوم نخبة من كبار المسرحيين الفلسطينيين، إنما نؤكد على أصالة العمل الإبداعي الفلسطيني، وأصالة العمل المسرحي الفلسطيني وحضوره على خريطة الإبداع العربية بل والعالمية أيضاً، خاتماً بالقول: ندرك تماماً بأن العمل المسرحي في فلسطين بحاجة إلى الكثير من الانتباه، ومن الدعم، ومن التواصل، من خلال هذا التكريم، نثبت أن الثقافة قادرة على اختراق الحواجز، وأن الإبداع الفلسطيني ليس فقط قادراً على قرع جدران الخزان، بل على الخروج من الخزان، هذا التكريم رسالة وفاء من جهة ورسالة إرادة من جهة أخرى.