منال الزعبي - النجاح الإخباري -
فنان فسلطيني يولد في الشتات تحديدًا في بيروت مدينة الفن، نشأ وفي ذاكرته صور منسوجة من حكايا الأهل وما استدل عليه من بين صفحات الكتب وأشعار درويش  عن وطن مسلوب، وشأن جميع فلسطيني الشتات دفع ضريبة المنفى وعاش تحت ثقل الذاكرة الموروثة وحمل أعباء هويته التي كان من حقها عليه أن يدرك أبعاد قضية وطنه الأم، وأن يبرز في وسطه متسلحا بالثقافة، ولد عام (1978 )في بيروت  وفيها درس الكيمياء وعمل مدرسا لها قبل أن ينتقل الى ايسلندا، وبما أنه عاصر فترة الحرب الأهلية في بيروت و أحتك بواقعه اليومي بالمسلحين شُحِنت حواسه بإنطباعات عكسها في مجموعته القصصية" نكات المسلحين" لتتربع على عرش القصة العربية القصيرة وتضيف لها قيم جديدة.. الشاعر والكاتب والمترجم مازن معروف ، كل تلك الظروف ولّدت لديه حافزا كتابيا ودفعته للسفر من بيروت الى ايسلندا حاملا صدى الهوية في محاولة للإنفلات من قيود الزمان والمكان  لكنه يرى أن الإصطدام بالتاريخ لا يمكننا من القفز على الذاكرة ولا الهوية لتكون حاضرة في كل زمان ومكان، ولم يُجمّد ثلج أيسلندا وبردها  حنين مازن الى وطنه ورغبته في زيارة القدس.. وعكس هذا الحنين في اشعاره وفي بعض قصصه القصيرة.
يرى مازن أن المنفى يفرض القدرة على النضال فكريًا وفنيًا، وأن الإطلاع على ثقافة الآخرين بلغتهم تجعلك ترى العالم بنظارات جديدة تحمل آفاق ابعد.
  مجموعته القصصية "نكات المسلحين"  فازت بجائزة (الملتقى) للقصة القصيرة العربية في الكويت في دورتها الأولى وقيمتها (20 الف دولار)، وقد حملّها الكاتب  فكرة النكته في زمن الحرب على لسان الطفل الذي عاش في ذاكرة معروف  ساخراً من الحروب لتجريدها من أهوالها ووحشيتها بأسلوب جديد يأخذ من الكابوسية ذعرها ومن السريالية عمقها ومفارقتها بسخرية حاضرة ممزوجة بالألم كل هذا أهلها لترأس القمة في عالم القصة القصيرة التي طالما كان لها حضور فلسطيني بارز من زمن خليل بيدس الذي يعتبر من اوائل من خطوا سطورها  الى يومنا هذا.