نابلس - النجاح الإخباري - تزامناً مع موجة الضربات المتبادلة ما بين إيران وإسرائيل في الأيام الأخيرة، تكرر وقوع هزات أرضية خفيفة في إيران خاصة في منطقة الشمال، وذلك أثار التساؤلات من قبل عامة الناس ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول ما اذا كان ذلك متعلق بالضربات الإسرائيلية الأخيرة واستهداف جيش الاحتلال لمناطق حساسة وتفجيرها.

وحول هذا الموضوع ومدى ارتباط الهزات الأرضية وتكرارها في إيران مع العدوان الإسرائيلي ضدها، تحدث البروفيسور د.جلال الدبيك مدير مركز التخطيط الحضري للمدن والحد من الكوارث في جامعةالنجاح الوطنية، ووضح في حديث خاص ل "النجاح الإخباري"، أن ما حصل يوم أمس بتوقيت إيرانالساعة التاسعة وتسع عشرة دقيقة وست عشرة ثانية، وبتوقيت غرينتش الساعة الخامسة وتسعوأربعين دقيقة وست عشرة ثانية، حصل زلزال بقوة 5.1 على مقياس ريختر. لكن المهم هنا هو موقعالمركز، حيث يقع على خط شمال جنوب، تحديدًا عند خط طول 35.4411 وخط عرض 53.0317.

وأضاف الدبيك الأهم من ذلك هو العمق؛ الزلزال حصل على عمق 10 كيلومترات في باطن الأرض، "مايعني بشكل قاطع أنه زلزال طبيعي ولا يُفسَّر على أنه تفجير من أي نوع". 

وقال الدبيك "البعض بدأ يفسره كتفجير نووي، وهذا غير صحيح. بالمناسبة، محطات الرصد الدوليةالتي ترصد الزلازل هي ذاتها التي ترصد التفجيرات، وهناك طرق دقيقة لتمييز الزلازل عن التفجيرات".

وأكد الدبيك أنه عادةً ما تكون التفجيرات على عمق أقل من كيلومتر واحد، أو حتى اثنين أو ثلاثةكيلومترات كحد أقصى. وإذا كان الزلزال على عمق أقل من ثلاثة كيلومترات، يصبح هناك شكوك في الأمرويتم تحليله بدقة لتحديد طبيعته. أما ما حدث، فنتيجته واضحة وهو زلزال طبيعي وليس تفجيرًا نوويًاكما ادعى البعض.

وفيما يتعلق بالقصف الجوي والصاروخي على إيران، أسار الدبيك أنه تم في أماكن متفرقة، لكن لميُستهدف موقع واحد فقط. ولذلك، لا علاقة بين هذا القصف وبين الزلزال. ولو أردنا المقارنة، فإن زلزالًابقوة أربع درجات يعادل نحو 100 أو 110 أطنان من المتفجرات. أما زلزال بقوة 5.1 درجات فيحتاج إلىطاقة تعادل ثلاثين ضعف ذلك، أي حوالي 3,000 طن، أو ما يُعرف بثلاثة كيلو طن.

على سبيل المقارنة، القنبلة النووية التي فجرتها باكستان عام 1998 كانت بقوة خمسة كيلو طن. لذلك،ما حصل مؤخرًا لا يُعتبر تفجيرًا نوويًا، ولا علاقة له بالقصف الإسرائيلي أو غيره.

وأضاف أما المنطقة التي وقع فيها الزلزال فهي في شمال إيران، ولدينا الآن على الخارطة ما يُقارب عشرةزلازل صغيرة حدثت خلال الأسبوع الماضي، تتراوح قوتها بين ثلاث إلى ثلاث ونصف درجات، وهي منطقةنشطة زلزاليًا، وليس غريبًا أن تحدث فيها زلازل من هذا النوع.

وختم الدبيك حديثه، بأن الأنظار متجهة الآن إلى إيران، وأي حدث يُفسّر بتفسيرات غير علمية أحيانًا. لكنني أؤكد لك بشكل علمي أن ما حصل هو زلزال طبيعي يحدث في منطقة نشطة، كما هو معتاد.