شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - أكد مدير الإغاثة الطبية في مدينة نابلس، الدكتور غسان حمدان، أن الاعتداءات الإسرائيلية على الطواقم الطبية والصحفية تتصاعد بصورة مستمرة، مشيرًا إلى أن الاحتلال بات يتعامل بوحشية غير مسبوقة، دون مراعاة لأي قوانين أو أعراف دولية.

وقال حمدان في مقابلة إذاعية مع "صوت النجاح"، إن ما جرى يوم أمس في مدينة نابلس يُمثّل نموذجًا صارخًا لهذا التصعيد، حيث تعرّضت سيارة إسعاف تابعة للإغاثة الطبية لإطلاق نار مباشر من قبل أحد جنود الاحتلال المتمركزين على سطح بناية احتلّتها القوات. وقد اخترقت الرصاصة سيارة الإسعاف وكادت أن تصيب أحد المسعفين، لولا وجود خزنة مخصصة لحفظ الأدوية الخطرة امتصت الرصاصة داخل المركبة.

وأوضح أن الاعتداء جاء خلال تدخل طواقم الإسعاف لإنقاذ جريحين أصيبا خلال المواجهات التي اندلعت نتيجة اقتحام قوات الاحتلال للمدينة واستهدافها مؤسسات مصرفية، ما أدى إلى سقوط شهيد وعدد من الجرحى، من بينهم الشاب محمود الخراز.

وأضاف حمدان: "بدأ الاعتداء بإطلاق قنابل صوت وغاز، ثم خرج الجنود من مركباتهم وهددونا بإطلاق النار إذا لم نبتعد. لكن الطواقم الطبية والصحفية رفضت مغادرة المكان واستمرت في أداء واجبها الإنساني".

وأشار إلى أن الاحتلال لا يفرّق في استهدافه بين طواقم طبية أو صحفية أو مدنيين، مؤكدًا أن ما يجري في الضفة الغربية يُعد امتدادًا لحرب إبادة ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، حيث يتم قتل الأطفال والنساء وتدمير المنازل، فيما يعاني السكان في الضفة من حصار وتجويع واغتيالات وهدم للاقتصاد ومحاصرة لسبل الحياة التعليمية والصحية.

وانتقد حمدان بشدة صمت المجتمع الدولي، قائلاً: "لا يوجد من يردع هذا الاحتلال، والمشكلة ليست في إسرائيل وحدها، بل في الدول الصامتة والدول التي تبرر هذه الجرائم أو تهرول للتطبيع معها. ما يجري في فلسطين جريمة ضد الإنسانية، ويجب محاسبة كل من يشارك فيها بالصمت أو الدعم".

وأوضح أن المؤسسة قامت بتوثيق الحادثة وستقوم بإرسال رسائل احتجاج إلى الجهات المعنية، رغم قناعته بعدم وجود رد فعل دولي فعّال. وقال: "نحن لا نملك جيشًا ولا إمكانيات عسكرية، لكن نملك الإرادة، وسنستمر في توثيق كل جريمة حتى يحاسب التاريخ المجرمين".