شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - قال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي شرعت فعليًا بتنفيذ مشروع تهويدي خطير داخل المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية، شمال غرب نابلس، تمهيدًا لإقامة ما يسمى "حديقة السامرة"، مشيرًا إلى أن حكومة الاحتلال رصدت نحو 32 مليون شيكل لتطوير المنتزه و4 ملايين شيكل لتأهيل خط القطار القديم في منطقة المسعودية.
وأوضح عازم خلال مقابلة مع إذاعة "النجاح"، اليوم الثلاثاء أن الاحتلال يعمل منذ سنوات للسيطرة على المواقع الأثرية في سبسطية والمسعودية، لكن غياب الرادع الدولي واستمرار الصمت أمام ممارسات الحكومة الإسرائيلية الحالية، شجعه على التمادي، مؤكدًا أن المنطقة تشهد في الأيام الأخيرة أعمالًا منظمة تنفذها ما تسمى "وزارة التراث الإسرائيلية" بالتعاون مع مجلس مستوطنات شمال الضفة، من خلال جلب عشرات العمال إلى الموقع.
وبيّن أن طبيعة هذه الأعمال ما زالت غير واضحة، لكنها قد تكون المرحلة الأولى من إقامة الحديقة الاستيطانية، مشددًا على أن بلدية سبسطية أعلنت رفضها القاطع لهذا المشروع، وبدأت بحراك رسمي مع كافة المؤسسات والوزارات المحلية والدولية لوقفه.
وأكد أن المشروع ستكون له تداعيات خطيرة على الواقع الاقتصادي في البلدة، خاصة على العائلات التي تعتاش من السياحة، كما أنه يشكل تهديدًا أمنيًا لسكان البلدة بسبب تمركز المستوطنين في قلب المنطقة السكنية، مضيفًا: "المنتزه سيقضي تمامًا على الحركة السياحية، وسيدفع بالعشرات إلى البطالة، وسنشهد توترًا يوميًا مع المستوطنين".
وأشار عازم إلى أن جزءًا من المشروع يقع ضمن المنطقة B وفقًا لاتفاقيات أوسلو، وتحديدًا قرب ساحة السارية التاريخية، مؤكدًا أن الاحتلال يستغل الاقتحامات للسيطرة على المكان، بالرغم من أنه يصنف إداريًا ضمن السيطرة الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أعلن عازم عن عقد مؤتمر في سبسطية بمشاركة وزارة السياحة والآثار، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ووزارة الحكم المحلي، ووزارة العلاقات، بحضور رسمي على مستوى الوزراء والوكلاء، وذلك لإعلان موقف فلسطيني واضح تجاه المشروع.
وقال: "صحيح أن بعض الوزارات قصّرت في السابق، وكان بالإمكان العمل لحماية هذه المواقع، لكن الآن لم يعد مقبولًا أن نبقى في مربع الانتظار. يجب أن نتحمل مسؤوليتنا جميعًا، فالمواطن اليوم لا يطلب شيئًا سوى أن يقف بجانبه مسؤول يُعزز صموده".
واختتم عازم حديثه بالتشديد على أن المعركة اليوم هي معركة وعي وثبات، وأن بلدة سبسطية بحاجة إلى خطط حقيقية لحماية تراثها وموروثها الثقافي، في وجه حكومة استيطانية تسابق الزمن لفرض وقائع جديدة على الأرض، في ظل صمت دولي مريب.