شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - "الأشد خطورة على القضية الفلسطينية"، هكذا وُصفت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في واشنطن، وقد أشار إلى أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، متوقعا أن يتحول القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مضيفاً بأنه "ليس أمام سكان غزة بديلاً سوى مغادرته"، وهو ما أثار موجة من الاستنكار على المستوى الفلسطيني والعربي
وفي هذا السياق قال اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن الفلسطينيين ليسوا مجرد "سلعة" كما حاول البعض تصويرهم، بل هم شعب كغيره من الشعوب، تعرض للأذى منذ سنوات طويلة نتيجة سرقة أرضه، مضيفاً "الفلسطيني يعتز بأرضه ويدافع عنها بكل ما لديه من قوة". وأشار إلى أن الفلسطينيين ضحوا بحياتهم من أجل الحفاظ على هذه الأرض"
ويمضي الطيراوي في حديثه للنجاح "الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار في مسألة البقاء على أرضه، وأوضح أن أي ضغوط أو إغراءات من الخارج لن تنجح في تهجير الفلسطينيين، حيث يرفضون الهجرة القسرية أو الطوعية، وهو ما يعكس التمسك العميق لديهم بحق العودة إلى الأراضي التي هجّروا منها عام 1948. وبالتالي لن يقبلوا بأي خطة تهدف إلى تهجيرهم من أرضهم لأي أي بقعة من العالم".
وفي سياق متصل، دعا الطيراوي إلى ضرورة ترجمة المواقف الفلسطينية إلى إجراءات عملية لمواجهة الغطرسة الأمريكية، وعدم الاكتفاء بالبيانات السياسية والشجب والاستنكار، وأكد الطيراوي إلى ضرورة وجود قرارات قوية من التنظيمات الفلسطينية كافة والحكومة والرئاسة، بالإضافة إلى تحركات شعبية واسعة على جميع الأصعدة، وشدد على أن الشعب الفلسطيني بكل فئاته، وكذلك المؤسسات والمنظمات الفلسطينية، يجب أن تتخذ موقفاً موحداً وصريحاً إزاء التصريحات الأمريكية.
وفيما يتعلق بموقف حركة فتح، بين الطيراوي للنجاح أن الحركة طلبت عقد اجتماع فوري لمناقشة الوضع الحالي، لكنه لم ينعقد بسبب زيارة الرئيس محمود عباس للأردن.
وأشار الطيراوي إلى أهمية التوصل إلى خطة وطنية موحدة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكداً أن هذا الوقت هو الأنسب لوضع مصلحة الوطن والقضية الفلسطينية فوق المصالح الحزبية، حيث إن الظروف الحالية التي يمر بها الشعب الفلسطيني تتطلب خطة وطنية واحدة.
وعلى المستوى الداخلي الفلسطيني، ذكر الطيراوي أن الوضع الفلسطيني الراهن يتطلب من الجميع تجاوز المصالح الفردية والحزبية، والعمل سوياً على تحقيق الوحدة الفلسطينية لمواجهة التحديات الكبرى، وأضاف أن حركة حماس يجب أن تدرك أن مصلحة الشعب الفلسطيني أهم من المصالح الحزبية، مشيراً إلى ضرورة التركيز على القضية الفلسطينية.
وتطرق الطيراوي في حديثه عبر النجاح، إلى التهديدات الإسرائيلية المتزايدة بضم الضفة الغربية، وما يتبعها من محاولات تهجير للفلسطينيين من أراضيهم، وأكد أن الفلسطينيين يجب أن يتحركوا بسرعة من خلال مظاهرات وتحركات شعبية في كافة الأماكن، لرفض أي قرارات قد تمس حقوقهم.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل الفلسطينيون في غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي لاقى رفضاً واسعاً إلى جانب عدد من الدول العربية والدولية
وفي ذلك أشار ترامب مرةً أخرى قائلاً "إن الأردن ومصر رفضا بالفعل استقبال سكان من غزة ولكن هناك من يرفض أمورا ثم يعود للموافقة عليها"
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وفي 19 من يناير الماضي أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل ضمن المرحلة الأولى التي تستمر لمدة 42 يوماً جرى خلالها الإفراج عن عدد من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، فيما تتواصل المفاوضات عبر الوسطاء على المرحلة الثانية للاتفاق.