نابلس - النجاح الإخباري - تتسع دائرة التداعيات التي تحيط بالمجالات الاقتصادية جراء الحرب المدمرة على قطاع غزة محلياً وإقليمياً، وتزداد هذه التأثيرات على اقتصاد الاحتلال.
وحول ذلك أفاد د. نصر عبدالكريم الخبير الاقتصادي، بأن توسيع الحرب إلى نطاق إقليمي سيؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار النفط، نتيجة التعطلات المحتملة في الخليج العربي واضطراب الملاحة عبر مضيق هرمز وباب المندب، كما توقع عبد الكريم أن يؤدي ذلك إلى زيادة في تكاليف الشحن والتأمين، مما يشكل ضغوطًا تضخمية على الدول التي تتعامل تجاريًا مع آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، وأشار إلى أن أسعار الذهب قد تشهد ارتفاعًا، حيث يمكن أن تصل الأونصة إلى 2500-2600 دولار، كما سيقوى الدولار الأمريكي، مما يؤدي إلى تقلبات في أسواق المال العالمية، وخاصة في منطقة الخليج.
تأثير الحرب الإقليمية مقارنة بالحرب الروسية الأوكرانية
وعند المقارنة بين تداعيات الحرب الإقليمية المحتملة في الشرق الأوسط وتلك التي نجمت عن الحرب الروسية الأوكرانية، أكد عبدالكريم أن الحرب في الشرق الأوسط ستترك أثرًا أكبر نظرًا لأهمية المنطقة الاستراتيجية والاقتصادية. فالشرق الأوسط يضم ثلث إنتاج النفط العالمي، كما أن له علاقات اقتصادية معقدة مع باقي العالم، وأوضح أن التدخلات الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، قد تكون أكثر وضوحًا في حال اندلاع حرب إقليمية في المنطقة، مما يزيد من تعقيدات وتأثيرات الحرب.
تأثير الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي
وعن تأثير الحرب الحالية على الاقتصاد الإسرائيلي، أكد عبدالكريم أن الاقتصاد الإسرائيلي، الذي كان قبل العدوان يتمتع بالقوة والديناميكية ويصنف من بين أفضل 15 اقتصادًا في العالم، تعرض لتدهور ملحوظ. فقد أدت الأحداث الأخيرة إلى خسائر تقدر بحوالي 60 مليار دولار، وزيادة العجز في الموازنة إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاض قيمة الشيكل وارتفاع معدلات البطالة. ورغم هذا، يبقى الاقتصاد الإسرائيلي متماسكًا بفضل الدعم المستمر من المؤسسات والدول الداعمة.
الدعم الأمريكي للاقتصاد الإسرائيلي
اما فيما يتعلق بالدعم الأمريكي، وضح عبدالكريم أن الولايات المتحدة تظل جاهزة لتقديم المساعدات النقدية والعينية والعسكرية لإسرائيل. وبيّن أن هناك دعمًا واضحًا يسجل في الميزانيات الرسمية، ودعمًا غير منظور يأتي من الجمعيات والمنظمات اليهودية العالمية والأثرياء المؤمنين بالصهيونية.
وفي الختام أكد نص عبد الكريم أن هذا الدعم المستمر يعزز من ثقة دولة الاحتلال في قدرتها على الاستمرار في سياساتها العدوانية، معتمدة على الدعم الدولي الذي لن ينقطع.