نابلس - النجاح الإخباري - تتوالى الاعتداءات الممنهجة على الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب على قطاع غزة، حيث استشهد يوم أمس الأربعاء مراسل قناة الجزيرة الصحفي اسماعيل الغول ومصور القناة رامي الريفي، حيث استهدفت قوات الاحتلال السيارة التي كانت تقلهم بشكل مباشر ومتعمد رغم ارتدائهم الزي الرسمي للصحفيين.
حيث أكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، في حديث خاص لـ"النجاح الإخباري"، على الحاجة الملحة لحماية دولية للصحفيين في مواجهة سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تشرع القتل واستهداف الصحفيين، وأشار أبو بكر إلى أن معدات السلامة المهنية كالخوذات ودرع الصحافة لم تحمِ الصحفيين في غزة، حيث شوهدت جثامين العديد منهم وهم يرتدون هذه المعدات.
وصرح أبو بكر أن حماية الصحفيين لن تتحقق دون محاكمة قادة جيش الاحتلال وحكومته أمام المحكمة الجنائية الدولية، وناشد السيد كريم خان، النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية، بضرورة الإسراع في فتح تحقيقات في قضايا قتل الصحفيين الفلسطينيين، مشيرًا إلى وجود شكاوى موثقة من نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين وعدة مؤسسات حقوقية، وأكد أن تأخير التحقيق يمنح الاحتلال مزيدًا من الوقت لارتكاب المزيد من الجرائم ضد الصحفيين الفلسطينيين.
وأشار أبو بكر إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قتل 165 صحفيًا فلسطينيًا منذ السابع من أكتوبر، وهو رقم غير مسبوق في أي حرب حول العالم، ودعا المؤسسات الصحفية الدولية ونقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى استخدام هذه الوثائق للتحرك بشكل عاجل على المستوى الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والأمم المتحدة، لوقف هذه الجرائم.
كما رحب أبو بكر بقرار الأمم المتحدة بفتح تحقيق في جرائم قتل الصحفيين الفلسطينيين، وطالبها بتشكيل لجنة تحقيق فورية لمباشرة الإجراءات القضائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأكد أن جميع الجرائم موثقة لدى نقابة الصحفيين، وأن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مسؤولة عن تنفيذ قرارها رقم 2222 الذي ينص على عدم إفلات مرتكبي جرائم الحرب بحق الصحفيين من العقاب.
وأشار أبو بكر إلى أن الاتحاد الدولي للصحفيين وثق جميع هذه الجرائم، وأن نقابة الصحفيين ستنشر أسماء الصحفيين وصورهم وأماكن استشهادهم على موقعها كجزء من عملية التوثيق. وأضاف أن الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون لحرب شاملة ضد الإعلام الفلسطيني، مشيرًا إلى تدمير المؤسسات الإعلامية واعتقال الصحفيين، واستمرار استهداف الصحفيين بشكل ممنهج لعرقلة نقل الرواية الفلسطينية.
وفيالختام أعرب ناصر أبو بكر عن تقديره لمهنية الصحفيين في غزة ودورهم الكبير في نقل الحقيقة، وأكد أن هذه الجرائم لن تزيدهم إلا إصرارًا على أداء مهامهم بمهنية وتحدٍ. ونع ببالغ الحزن الآسى الصحفيين إسماعيل غول ورامي الريفي، وجميع الصحفيين الذين استشهدوا في قطاع غزة والضفة الغربية، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى والفرج القريب للأسرى.