شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - أكد الكاتب والمحلل السياسي الأردني حمادة فراعنة أن حادثة اغتيال القائد إسماعيل هنية في إيران لن تؤدي إلى تصعيد كبير كما يتوقع البعض، بل سيكون هناك ضبط للعمليات من قبل مرجعيات متعددة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وأوضح فراعنة في حديث خاص لـ "النجاح"، أن اغتيال هنية، الذي يُعد قائدًا سياسيًا وليس ثوريًا أو مسلحًا، سيثير شجبًا دوليًا واسعًا لأنه لا يعتبر إرهابيًا. وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت شريكًا رئيسيًا في هذه العملية عبر استخدام تقنيات متطورة في المراقبة الجوية.
وأضاف فراعنة أن هذه العملية استهدفت حركتي حماس وإيران معًا، مشيرًا إلى سلسلة من العمليات التي استهدفت قيادات حماس سابقًا، بما في ذلك الشيخ أحمد ياسين وصالح العاروري، الذي اعتبره أهم من هنية في المجال الكفاحي.
وحول عمليات وقف إطلاق النار، قال فراعنة إن المفاوضات الحالية تواجه عقبات كبيرة، إذ لا توجد مصلحة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة نتنياهو في وقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى.
وأوضح أن هذه العقبات توضح الفجوة الكبيرة بين مواقف الطرفين، حيث تقدم حماس تسهيلات مستمرة لتحقيق وقف إطلاق النار، في حين يضع نتنياهو معوقات لإفشال المفاوضات.
وأشار فراعنة إلى أن الاغتيالات الأخيرة، بما في ذلك اغتيال هنية، تبرز الفشل الداخلي لإسرائيل في معالجة نتائج الحرب في غزة، حيث لم تتمكن من معرفة مواقع الأسرى الإسرائيليين في القطاع رغم العمليات العسكرية المكثفة.
وفيما يتعلق بردود الفعل المتوقعة، قال فراعنة إن إسرائيل تسعى من خلال هذه العمليات إلى توجيه رسائل للمجتمع الإسرائيلي لإخفاء إخفاقاتها الأمنية والعسكرية، بينما ستظل العمليات الكفاحية مستمرة بدعم وإسناد إيراني.
وأكد فراعنة أن الولايات المتحدة وقعت اتفاقًا مع إيران في 2015 حول البرنامج النووي، ولا تريد استفزازها لدفعها لقصف المفاعل النووي الإيراني، مما يشير إلى أن التصعيد لن يكون كبيرًا.
وأضاف أن حماس تحاول حماية قياداتها من عمليات الاغتيال المستمرة، مما يدفعها للسعي لتحقيق وقف إطلاق النار، رغم الفجوة الكبيرة بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي في هذا السياق.
ختامًا، أوضح فراعنة أن الفشل الإسرائيلي في معالجة نتائج العمليات في غزة واستهداف قيادات المقاومة يعزز الفجوة بين مواقف الطرفين ويؤكد على التحديات المستمرة في تحقيق تهدئة مستدامة.