شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - قال سليمان بشارات، المختص بالشأن السياسي، إن اغتيال إسماعيل هنية يحمل دلالات كبيرة على تحول الموقف الإسرائيلي وعلاقته بالمحور الإقليمي.
وأشار بشارات في حديثه لـ"النجاح" إلى أن العملية تأتي في سياق عدة أحداث مهمة، بدءًا من زيارة نتنياهو إلى واشنطن وخطابه أمام الكونغرس الأمريكي، حيث تحدث عن خطر محور المقاومة.
وأوضح بشارات أن تنفيذ العملية في عمق إيران يعد انتهاكًا صارخًا لسيادة وهيبة إيران، وهو ما يعكس التعاون الواضح بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي تسعى لاستعادة مكانة إسرائيل الردعية في الشرق الأوسط، خاصة بعد الفشل في حسم الحرب ضد قوى المقاومة في غزة.
أضاف بشارات أن هذه العملية وما سبقها من عمليات في المنطقة لم تكن لتحدث دون ضوء أخضر أمريكي، مشيرًا إلى أن اغتيال هنية يأتي بعد ساعات قليلة من تنفيذ عمليات أخرى في الضاحية الجنوبية في لبنان، بما في ذلك اغتيال قيادي في حزب الله.
وأشار بشارات إلى أن هذه الأحداث تعكس محاولة إسرائيل لإعادة ترميم صورتها الردعية بعد إخفاقها في الحرب الممتدة على مدى عشرة شهور في غزة، حيث لم تستطع حسم المعركة ضد "حماس".
وأكد أن الاغتيالات تأتي في سياق استراتيجيات إسرائيلية لمحاولة تعزيز موقفها.
وقال بشارات إن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الموساد في تنفيذ عمليات الاغتيال، مستغلة وجود قواعد عسكرية أمريكية وإسرائيلية في المناطق القريبة من إيران، مثل كردستان وباكستان والعراق، مما يسهل الدعم اللوجستي والاستخباراتي لهذه العمليات.
وحول سيناريوهات الرد المحتملة، قال بشارات إن استهداف إسرائيل للضاحية الجنوبية في لبنان، وطهران، وقواعد الحشد الشعبي في العراق، وميناء الحديدة في اليمن، إلى جانب الحرب في غزة، يفتح الباب أمام ردود فعل منسقة من هذه الجبهات ضد إسرائيل. وأكد أن الرد قد يكون مركزًا ومنسقًا، مستشهداً برد إيران على استهداف قنصليتها في دمشق.
وأشار بشارات إلى أن إيران قد ترد بشكل مباشر على اغتيال هنية باعتباره انتهاكًا لسيادتها، وأكد أن الحرس الثوري الإيراني أعلن أنه سيرد على هذا الانتهاك.
كما توقع ردود فعل من الجبهة الشمالية، بما في ذلك حزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية أخرى، ربما عبر الطائرات المسيرة أو الصواريخ.
وأوضح بشارات أن الاغتيال سيؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحراك الشعبي العالمي الذي شهد تظاهرات مليونية منذ بداية الحرب على غزة سيزداد قوة بعد هذه الحادثة.
وأكد أن عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل تعزز الحضور الشعبي للمقاومة الفلسطينية، بدلاً من إضعافها.
لافتًا إلى أن إسرائيل تعتقد أن اغتيال القادة الفلسطينيين سيؤثر على المقاومة، لكن الواقع يشير إلى أن هذه الاغتيالات تعزز دعم الشعب الفلسطيني للمقاومة وتمنحها زخمًا أكبر.
وشدد على أن المقاومة الفلسطينية ستستمر في مواجهة الاحتلال، وأن إسرائيل ستدفع ثمن هذه السياسات عاجلا أم آجلا.