نابلس - النجاح الإخباري - مع استمرار الحرب على قطاع غزة لليوم ال38 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب مجازره المروعة وإبادته الجماعية بحق المدنيين العزل، وإلى الآن لم يتم التوصل لصيغةٍ نهائية تُفضي بإعلان وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، فيما يواصل قادة الاحتلال تهديداتهم لفصائل المقاومة والإدعاء بتحقيق الكثير من الأهداف على أرض المعركة، فما السيناريوهات المتوقعة في ظل ما تشهده الساحة الميدانية والتطورات على الأرض؟

في هذا الإطار أشار الخبير العسكري والإستراتيجي من لبنان العميد المتقاعد أمين حطيط في مقابلةٍ لإذاعة صوت النجاح، بأن تهديدات الاحتلال التي يطلقها ضد فصائل المقاومة هي دليل ضعف وليس قوة، لأن الاحتلال كما وهو معروف في تاريخه إذا أراد أن يفعل فلا يهدد، وأضاف حطيط "في واقعنا الحالي تريد إسرائيل أن تخفي عجزها في الميدان مطلقةً هذه التهديدات التي من شأنها أن تحدث رعباً عند الخصم وترفع من معنويات جيشها، لكن ذلك لن يفلح في ثني المقاومة عن الإستمرار في واجبها"

وأردف حطيط قائلاً "باعتقادي أن المقاومة أدت دوراً هاماً جداً في الحرب، واستبعد أن ينفذ العدو شيئاً من تهديداته وفيما إذا ارتكب حماقة ما واتجه نحو قرار انتحاري فلن يكون وضعه كما كان في عام 2006"

وفيما يتعلق بالدعم العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية من تحريك البارجات والغواصات، بين حطيط بأن هذه الغواصات وغيرها توجه للجيوش التقليدية ولو كان بإمكان أمريكا أن تحسم وضعها بمثل هذه القوى لكانت استمرت في حربها على أفغانستان والعراق ولما كانت استسلمت إلى حدٍ بعيد أمام سوريا التي وقفت وصمدت في مواجهتها، وأضاف حطيط "البوارج هذه تأتي من أجل إظهار القوة ونشر الرعب لكن هذا لا يفعل فعله مع رجال المقاومة الاشداء في لبنان وفلسطين"

وحول إمكانية اتساع رقعة الحرب والمواجهة على الجبهة الشمالية، نوه حطيط بأن ذلك متعلقٌ بالإيقاع في غزة، فالاحتلال خلال الخمس أيام الماضية طوق غزة وحاصرها وهدد بعض المستشفيات، فكان لا بد من التقابل درجة في الضغوط، وهذا أمر بديهي طالما أن المقاومة عملت ضمن مبدأ أن الميدان يحدث التوازن ويأتي الكلام بعد الميدان.

ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد أيمن حطيط أن تشديد الحصار على المستشفيات وجعلها هدفاً إسرائيلياً في هذه المرحلة يأتي عقب اعتماد اسرائيل سياسة الأرض المحروقة وهذا يعني حرمان المنطقة من كل متطلبات الحياة خاصة الماء والكهرباء والغذاء، فالمستشفيات ركن من أركان متطلبات الصحة والحياة لذلك تندرج في بنك الأهداف، علاوةً على كونها ملاذاً آمناً للمواطنين.

وفيما يتعلق بتعذر دخول المساعدات والضغط الممارس على مختلف الدول، ذكر حطيط أن هناك من يخشى الولايات المتحدة وإسرائيل وتهديداتهما، فهناك نموذجين حيث منهم من سمع التهديد وأعرب عنه كما هو الحال بالنسبة للمقاومة في لبنان وعقب ذلك لم تجرؤ إسرائيل وأمريكا على الدخول للبنان، والنموذج الآخر من سمع التهديد وعمل به وخضع لهذه الضغوطات دون أن يحقق شيئاً على أرض الواقع مثلما فعل العرب والمسلمون.