النجاح الإخباري - على مدار السنوات المئة الأخيرة تغيرت خارطة فلسطين بتتابع الأحداث وإصدار القرارات وتغير الاتفاقيات سنراجع التاريخ لنرى ما الذي جرى ؟

عام 1516 دخلت فلسطين في ظل حكم العثمانيين الذي استمر أكثر من أربعمئة عام حتى هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى وسقوطها 

عام 1916 وقعت فرنسا وبريطانيا اتفاقية سايكس بيكو لاقتسام الدول العربية الواقعة في شرق المتوسط وبالتالي خضعت فلسطين للاحتلال البريطاني وتكون بمساحة 27 ألف كم2، يحدها من الغرب البحر المتوسط ومن الشرق سورية والأردن، ومن الشمال لبنان، ومن الجنوب مصر وخليج العقبة.
بعد ذلك بعام كان وَعْدُ وزير الخارجيّة البريطاني آرثر بلفور اليهود بمنحهم وطناً قوميّاً في فلسطين وكان اليهود حينها أقلية يشكلون ما بين (3-5%) من إجماليّ السكان في فلسطين التاريخية. 

عام 1947 قررت الأمم المتحدة إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيمها 
إلى دولة عربية: تبلغ مساحتها (11,000 كـم2) ما يمثل 42.3% من فلسطين التاريخية 
ودولة يهودية: تبلغ مساحتها (15,000 كـم2) ما يمثل 57.7% من فلسطين التاريخية 
ووضع القرار القدس تحت وصاية دولية فيما رفض العرب القرار في ذلك الحين 

بعد احتلال اليهود فلسطين وتشريد أهلها في النكبة عقدت إسرائيل اتفاقات الهدنة مع مصر، ولبنان، والأردن، وسورية، عام 1949 ورسمت ما يعرف بالخط الأخضر بين القوات الإسرائيلية والقوات العربية واستمرت هذه الخطوط حتى النكسة ليسيطر الاحتلال على قرابة 78% من فلسطين وتشرف الأردن على الضفة الغربية ومصر على قطاع غزة 

توالت الهزائم العربية وانتكست فلسطين في حرب 1967 وهزمت إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن واحتلت الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان في ستة أيام فقط 

عام 1993 وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو لإقامة حكم ذاتي فلسطيني وفي الخامس من يوليو 1994 طبق الاحتلال الإسرائيلي المرحلة الأولى منه بالإنسحاب جزئيا من أريحا في الضفة الغربية ومن قطاع غزة فيما عرف باتفاق غزة-أريحا

وفق اتفاق أوسلو كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال خمس سنين وأن يقام حكم ذاتي للفلسطينيين على 22% من فلسطين
وبموجب الاتفاق اعترفت منظمة التحرير بدولة إسرائيل على 78% من أراضي فلسطين

 انقضت السنوات الخمس وزد عليها عشرين سنة أخرى ولم ينسحب الاحتلال من الضفة بل استولى على مساحات كبيرة منها واستوطن فيها سبعمئة وخمسين ألف مستوطن ليحاول بعد ذلك شرعنة الاحتلال بخطة أمريكية جديدة عرفت بصفقة القرن 

تمنح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل القدس عاصمة وتسمح لها بضم المستوطنات والغور أي ما بين 30-40 بالمئة من مساحة الضفة فيما تعطي الفلسطينيين ما سمته بالدولة على ما تبقى من الضفة إضافة لقطاع غزة ولكن الفلسطينيين يرفضون صفقة القرن 

الأمر لن يقف عند هذا الحد فبينما أنا أتحدث إليكم يلتهم الاحتلال المزيد من أرض فلسطين.