وكالات - النجاح الإخباري - أفادت التقارير بأن الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء الماضي، لم يحقق هدفه المعلن، المتمثل في استهداف قادة حركة حماس. وبعد الإقرار الجزئي بهذا الفشل، أصدرت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تصريحات اعتبرت تصعيدية تجاه قطر، داعياً الدوحة والدول المستضيفة لقادة حماس إلى إما طردهم أو محاكمتهم، في خطوة أثارت ردود فعل دولية واسعة.
الخسائر البشرية في الهجوم على الدوحة
أعلنت وزارة الداخلية القطرية عن استشهاد ثلاثة أشخاص، بينهم نجل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، همام خليل الحية، وإصابة آخرين. وأكدت الوزارة العثور على أشلاء بشرية في مواقع متفرقة خلال أعمال فرقها الأمنية، ما يعكس الأثر المباشر للهجوم على المدنيين.
الخلافات داخل القيادة الإسرائيلية
وفق تقارير إسرائيلية، كان هناك انقسام بين المؤسسة العسكرية والقيادة السياسية حول الهجوم على قطر. وقد أظهرت هذه التقارير أن جهاز الشاباك كان وراء وضع خطة الهجوم، بينما أيدها رئيس الوزراء ووزير الأمن. بالموازاة، أفادت تقارير بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، قد أيد عملية تهجير سكان مدينة غزة رغم تحذيرات المدعية العامة العسكرية، ييفعات تومِر–ييروشالمي، بضرورة تأجيل التنفيذ لحين تهيئة الظروف الآمنة للمدنيين، وهو ما يشير إلى استمرار إسرائيل في اعتماد أساليب عسكرية تثير جدلاً حول التزامها بالقوانين الدولية.
أبعاد العملية بالنسبة للوساطة الدولية
يبدو أن الهجوم الإسرائيلي جاء أثناء اجتماع قادة حماس لمناقشة مقترح للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وتشير مصادر متعددة إلى أن الهجوم قد أثر على دور قطر كوسيط رئيسي في الوساطة بين إسرائيل وحماس، مع احتمالية فقدان الثقة في العملية التفاوضية.
وأشارت بعض التقارير إلى أن إدارة ترامب كانت على علم بالعملية الإسرائيلية، وإن كان تبليغ قطر جاء بعد انطلاق الطائرات الإسرائيلية، ما أثار جدلاً حول توقيت التنسيق الأميركي مع الهجوم.
مدنيو غزة ضحايا الاستهداف
في سياق متصل، أشار تقرير إلى استمرار إسرائيل في إدارة مراكز توزيع الغذاء في غزة، والتي تعمل تحت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، وتسيطر عليها القوات الإسرائيلية. وأكدت منظمات حقوقية أن هذه المراكز شهدت فوضى كبيرة أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على المواد الغذائية. كما أبدى عدد من الأطباء الإسرائيليين قلقهم من تعليمات إطلاق النار على المدنيين الذين يسعون للحصول على الطعام، رغم عدم تهديدهم المباشر.
وأوضحت المنظمات أن أربعة مراكز تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" حلّت مكان 400 مركز توزيع تابعة للأمم المتحدة، وأن منع عمل وكالات الإغاثة أجبر سكان القطاع على دخول مناطق عسكرية معرضة للنيران، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا.
وتؤكد المصادر أن إسرائيل، في سياق هذه العمليات، تستمر في سياساتها العسكرية على الرغم من التحذيرات الدولية المتعلقة بالقانون الإنساني الدولي، ما يعقد جهود الوساطة ويزيد من معاناة المدنيين في غزة. كما يبرز التقرير التحديات التي تواجه الوساطات الدولية في ضمان حماية المدنيين والحفاظ على الدور الفاعل للدول الشريكة، مثل قطر، في إنهاء الصراع.