النجاح الإخباري - بعد ثلاثة أسابيع من الألم المتواصل والمعاناة المركبة، فارق عبيدة حازم أبو العطا الحياة متأثرًا بجراحه الخطيرة التي أُصيب بها جراء قصف استهدف شقة عائلته في حي الرمال بمدينة غزة.

تفاصيل القصة

مساء 12 تموز 2025، قصفت طائرات الاحتلال شقة عائلة أبو العطا في حي الرمال. في لحظة واحدة، فقدت العائلة ثلاثة من أبنائها: ماريا، تميم، والخال يوسف. أما عبيدة، فأصيب بجراح مروعة أدت إلى بتر ساقه، واستئصال جزء من القولون، مع كسر في الصدر، وجروح داخلية لم تُعالج بالكامل بسبب الوضع الطبي المتدهور.

دخل عبيدة غرفة العمليات في مستشفى الشفاء، وخضع لتدخلات جراحية معقّدة، وظلّ بعدها في حالة صحية حرجة، في بيئة غير معقّمة ولا مهيّأة لاستقبال الحالات المعقّدة، ما أدى إلى إصابته بالتهابات حادة وتعفّن في الأنسجة والأمعاء، وسط غياب شبه تام للرعاية المتخصصة.

مناشدات وصرخات أطلقها الكثيرون لإدارة المستشفى ولكل الجهات المسؤولة وحتى للرئيس محمود عباس لنجدة هذا الشاب أو تخفيف ألمه قبل أن تفيض روحه. 

محمود الزق من غزة وهو مقرب من العائلة كتب:


 

وكتب خاله سليمان الزق في منشور مؤثر عبر "فيسبوك":

مستشفى الشفاء تحت الحصار

رغم مناشدات عائلة عبيدة لإدارة مستشفى الشفاء لنقله إلى العناية المركزة بسبب تدهور حالته الصحية وخطورة التهاباته المتفاقمة. لكن المستشفى الذي يعاني من ضغط يفوق طاقته، لم يتمكن من توفير البيئة المناسبة، فظل عبيدة يُنقل بين التنظيفات والآلام، حتى وافته المنية.

مات عبيدة تاركًا الغصة والألم في قلب أمه الثكلى وقلب كل من أحب هذا الشاب المفعم بالحياة قبل أن يقرر الاحتلال إنهاءها.

في الوقت نفسه، تؤكد منظمات أممية أن الوضع الصحي في غزة على شفا الانهيار الكامل، في ظل نقص الأدوية والمعدات والمستلزمات الجراحية، مع تدمير أكثر من نصف مرافق القطاع الصحي بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر،  فبحسب منظمة الصحة العالمية، 70% من مستشفيات غزة خرجت عن الخدمة، ويعاني الطاقم الطبي من نقص حاد في الأدوية، وغرف العمليات، وأجهزة التخدير.

وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن حصيلة الشهداء في قطاع غزة بلغت 60,034 شهيدًا، منهم 18,592 طفلًا، حتى آخر تحديث وسط تحذيرات من تفشي الأمراض وغياب الرعاية الطارئة.

خسر جسد عبيدة معركته أمام قصف مزدوج وحصار خانق وجوع قاتل وحتى مستشفى بلا موارد.

حكاية عبيدة هي نموذج من مئات القصص اليومية التي لا تجد طريقها إلى الشاشات، لكنّها تملأ أرشيف غزة بوجعٍ لا يُحتمل.

 

عبيدة حازم أبو العطا
الذي لحقَ بأخويه الطفلين الشهيدين: تميم ومارية
وبأعمامه الشهداء: رامي وسائد عوني أبو العطا
وخاله الشهيد: يوسف محمد الزق