منال الزعبي - النجاح الإخباري - في ظل واقع يختبر صلابة الروح، وتحت وطأة الاحتلال والدمار، يثبت طلاب فلسطين أن الإصرار على النجاح هو رسالة أمل لا تنطفئ. هنا، في قلب المعاناة، تتبلور قصص نجاح مفعمة بالتحدي والعزيمة.
يجسد الطالب المتفوق آدم ثائر عامر، الحاصل على درجة الأول على الفرع العلمي في الضفة الغربية، من بلدة بلعا شرق طولكرم، مشهدًا من الانتصار. رغم ما عانته بلدته من اجتياح وتدمير وحصار، لم يثنه ذلك عن تحقيق التفوق والتميز الأكاديمي، حاملاً أمل جيله في بناء مستقبل مشرق.
وقد عبّر آدم عن فرحته وفخره بالتفوق، وقال إنه توقّع هذه النتيجة موصيا الطلبة بالدراسة اليومية والمراجعات الخارجية وتنظيم الوقت، مهديًا تفوقه لأهله وللوطن الجريح.
ويسطّر الطالب الجريح كمال خالد عرعراوي، من مخيم جنين، والذي فقد بصره نتيجة إصابته بشظايا رصاص إسرائيلي خلال الاجتياح الأخير للمخيم، نموذجًا للتحدري والإصرار والإيمان بأن العلم هو النجاة في ظل هذه المقتلة التي تمارس ضد شعبنا الفلسطيني.
ورغم هذه المعاناة الجسدية، لا يتوقف كمال عن التحدي. وحول تجربته يقول: "كانت فترة صعبة جداً بين الاجتياح والنزوح وفقدان شهداء من أقاربي. درست سماعياً بفضل ابنة خالتي التي علّمتني، وأشكر أهلي على دعمهم اللامحدود."
كمال الذي تفوق في الثانوية العامة يمثل نموذجاً حياً للإرادة الصلبة وسط الألم، ويُعبر عن تضامنه الموجوع مع أهل غزة وزملائه الطلاب الذين يعيشون ظروفاً أشد قسوة، مؤكدًا: "الفرحة منقوصة، والمصاب جلل."
ولا تقل بريقًا وفخرًا قصة الطالب يوسف عتيق من جنين، وهو ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ تفوق بمعدل 95.4 في الفرع العلمي، متحديًا ظروفه الصحية، ومؤكدًا أن الإرادة هي مفتاح النجاح مهما تعاظمت العقبات.
تلك النجاحات الثلاثة تبرز وجهًا مضيئًا من واقع فلسطيني يُعاني لكنه لا يستسلم. في ظل صعوبات متعددة، يثبت هؤلاء الشباب أن العلم هو السلاح الأقوى في مواجهة القهر، ورسالة الأمل التي تُشع في أركان وطن يُعانق الشمس رغم كل العواصف.
النجاح هنا ليس مجرد درجات، بل قصة صمود، عزيمة، وحب للحياة رغم كل شيء.