نابلس - النجاح الإخباري - -خاص- تداول بعض مواطني قطاع غزة على منصات التواصل الاجتماعي، صوراً لمباني مدمرة ومركبات متفحمة أصابتها الصواريخ الإيرانية في المدن الإسرائيلية، في مشاهد تعكس تعقيد المشاعر الفلسطينية تجاه التطورات الأخيرة في المنطقة، بعد نحو عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

وضربت الصواريخ الإيرانية تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية قبل فجر الاثنين، مما أسفر عن مقتل ثمانية إسرائيليين على الأقل، كجزء من موجة هجمات شنتها طهران رداً على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت برامجها النووية وقدراتها الصاروخية الباليستية والعديد من قادتها وعلمائها.

-مشاعر متضاربة -

الصحفي والخبير في صناعة المحتوى سامي مشتهى، الذي يسكن قطاع غزة، عبر عن مشاعره المعقدة من خلال نشر صورة للدمار في تل أبيب، قائلاً: "هاي الصورة اللي في تل أبيب تشبه صورة شارعي بعد الحزامات النارية في منطقتي، كانت نافذتي تطل على أشجار جميلة وبيوت هادئة وشارع راقٍ ينبض بالحياة، في منطقة من أرقى المناطق تل الهوى."

وأضاف مشتهى: "أهرب اليوم مما تبقى من نافذتي ولا أقترب منها، فلا أستطيع رؤية مشهد الدمار والحرق للبيوت والأشجار. لكن قلبي يشفى قليلاً اليوم، حين أرى أن دائرة السوء بدأت تدور عليهم... فكما كنا نحترق بصمت، بدأوا يذوقون شيئاً من ألسنة اللهب".

تشير التقارير إلى أن الضربات الإيرانية تمكنت من اختراق نظام الدفاع الإسرائيلي متعدد الطبقات، بما في ذلك القبة الحديدية، مما أثار تساؤلات حول فعالية هذه الأنظمة أمام الصواريخ الباليستية بعيدة المدى. وقد أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة آثار الدمار في عدة مناطق، بما في ذلك تل أبيب وحيفا، حيث تضررت مبانٍ سكنية ومرافق مدنية.

-نظرة استراتيجية للتوازن الإقليمي-

من جانبه، قدم الكاتب حسين جمال تحليلاً أوسع للوضع الإقليمي، مشيراً إلى التعقيدات السياسية في المنطقة.

ويبين جمال الذي يسكن القطاع: "تتفق أو تختلف مع سياسات ودور إيران في المنطقة، لكن مش من مصلحتنا كفلسطينيين أو عرب إنه إسرائيل تعربد في المنطقة بدون رادع أو حساب."

 

وهذا التصعيد يأتي في سياق أوسع من التوترات الإقليمية، حيث كانت إسرائيل قد شنت ضربات واسعة النطاق على إيران يوم الجمعة الماضي، استهدفت منشآت نووية وصاروخية، في إطار ما وصفته بالهجوم "الاستباقي". وتثير هذه التطورات مخاوف من اتساع دائرة الصراع لتشمل قوى إقليمية أخرى، في ظل التحالفات المعقدة في المنطقة.

-انتقادات إعلامية للازدواجية-

على الصعيد الإعلامي، سلط الصحفي سامي أبو سالم الضوء على ما اعتبره ازدواجية في المعايير الإعلامية، حيث قال: "إسرائيل تسمح للصحفيين الأجانب بتغطية الضربات الصاروخية على تل أبيب لكنها تمنعهم من تغطية الإبادة الجماعية والجوع الإسرائيلي في غزة."

وقد لوحظ بالفعل حضور كثيف للإعلام الدولي في المدن الإسرائيلية لتغطية آثار الضربات الإيرانية، مع بث مباشر من مواقع الأضرار، في تناقض واضح مع القيود المشددة المفروضة على الصحفيين الراغبين في دخول قطاع غزة لتوثيق الأوضاع هناك. هذا التباين في التعامل الإعلامي يثير تساؤلات حول معايير التغطية الإعلامية في المنطقة.

-السياق الأوسع للصراع-

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب في غزة لعشرين شهراً، والتي اندلعت بعد اقتحام مقاومين من حماس لجنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة في 7 أكتوبر 2023. وأسفرت الحرب العسكرية الإسرائيلية عن استشهاد ما يقرب من 55 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الصحية في غزة، ودمرت مساحات واسعة من القطاع المكتظ بالسكان.

فيما أدت الضربات الإيرانية ضد إسرائيل إلى وقوع 23 قتيلا، بينما أفادت وزارة الصحة الإيرانية بأن الهجمات الإسرائيلية على إيران أسفرت عن مقتل 224 شخصاً على الأقل منذ يوم الجمعة.

مع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، تتزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع قد تجر قوى خارجية إضافية إلى دائرة الصراع.