النجاح الإخباري - بعد مماطلة وطول انتظار، أعلن رئيس حكومة الاحتلال في ساعة مبكرة اليوم الأحد أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيتأجّل حتّى تُنهي حماس "المراسم المُهينة" التي تُقيمها أثناء تسليم المحتجزين الإسرائيليّين، وهو ما اعتبرته حركة حماس "خرقًا فاضحًا" للاتفاق.
حماس تطالب الوسطاء بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى
وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة، في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء: "تذرّع الاحتلال بأن مراسم التسليم مهينة هو ادعاء باطل وحجة واهية تهدف للتهرب من التزامات الاتفاق، والإهانة الحقيقية هي ما يتعرض له أسرانا خلال عملية الإفراج من تعذيب وضرب وإذلال"
وأكد الرشق أن قرار نتنياهو يعكس محاولة متعمدة لتعطيل الاتفاق، ويمثل خرقاً واضحاً لبنوده، ويظهر عدم موثوقية الاحتلال في تنفيذ التزاماته"، مطالباً الوسطاء والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم والضغط على الاحتلال لتنفيذ الاتفاق والإفراج عن الأسرى دون أي تأخير.
نادي الأسير: من المتوقع أن تشهد الساعات المقبلة انفراجة والإفراج عن الأسرى
إلى ذلك قال نادي الأسير الفلسطيني إن تأخير إسرائيل الإفراج عن أسرى الدفعة السابعة ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس "إرهاب منظم وتنكيل بالأسرى"
وفي اتصال هاتفي مع رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله زغاري، أكد بأن الاحتلال يمارس حرباً انتقامية ضد الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، في محاولة لتشويه صورة المناضل الفلسطيني.
وأشار الزغاري للنجاح، انه تزامناً مع تعطيل الإفراج عن الأسرى، فإن الاحتلال يحاول فرض شروط جديدة على المرحلة المقبلة، التي من المقرر أن تشمل الإفراج عن مزيد من أسرى المؤبدات والقيادات السياسية، ومع اقتراب موعد تسليم حركة حماس أربعة جثامين إسرائيليين الخميس المقبل، تزداد المخاوف من مزيد من العرقلة والتعقيد في الصفقة، بما يؤثر على الدفعات والمراحل القادمة.
ويمضي زغاري قائلاً "الساعات القادمة ربما تشهد انفراجة، خاصة أننا علمنا بأن الوسطاء المصريين والقطريين يبذلون جهدا لتنفيذ هذه الصفقة كما تم الاتفاق عليه، لأن الاحتلال شكل خرقا كبيرا في تعطيل عملية التسليم.
ووفقاً للاتفاق، من المفترض أن يتم الإفراج عن ستمائة واثنين من الأسرى الفلسطينيين، من بينهم مائة وواحد وخمسون أسيرًا محكومًا بالمؤبد وأحكام عالية، كما كان مقررًا إبعاد سبعة وتسعين أسيرًا خارج فلسطين، حيث تم إبعاد العشرات إلى جمهورية مصر العربية كمحطة عبور إلى دول أخرى. وفي الدفعة الأولى، وصل واحد وسبعون أسيرًا مبعدًا، وتبعها عدة دفعات ليصل العدد الإجمالي للأسرى المبعدين إلى أكثر من مائتين وثلاثين.
وذكر زغاري للنجاح أن القائمة ستضم أحد عشر أسيرًا من غزة كانوا معتقلين قبل السابع من أكتوبر ، أبرزهم الأسير ضياء الأغا (الفالوجي)، المعتقل قبل توقيع اتفاق أوسلو، وهو أحد الأسرى القدامى الذين حرموا من الحرية لعقود طويلة، كما تضم هذه الدفعة الأسير نائل البرغوثي، الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة أربعة وأربعين عامًا.
بالإضافة إلى أربعمائة وخمسة وأربعين أسيرًا من قطاع غزة تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر، من بينهم مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، وفقاً للمعلومات المتوفرة.
وتضم هذه القائمة أيضًا سبعة وأربعين أسيرًا ممن تم الإفراج عنهم في صفقة شاليط، لكن الاحتلال أعاد اعتقالهم وفرض عليهم الأحكام المؤبدة مجددًا، رغم أن بعضهم قضى في السجن بين خمسة وثلاثين إلى أربعين عامًا، وهذا يشكل خرقًا واضحًا لالتزامات الاحتلال.
الأسرى المبعدون ينتظرون مصيرهم
وحول حال الأسرى المبعدين، أوضح زغاري للنجاح، بأن جميع الأسرى المبعدين يقيمون في في العاصمة المصرية القاهرة، وتحديدًا في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تجاوز عددهم مائتين وسبعة عشر أسيراً محرراً، فقط خمسة عشر من المبعدين تم نقلهم إلى تركيا، بينما لا يزال هناك ستة وثلاثون أسيرًا من المتوقع أن يتم استضافتهم في قطر، وإلى مصر وتجري ترتيبات بهذا الشأن.
"بالتنسيق مع سفارة فلسطين ووزارة الداخلية الفلسطينية، تم إصدار جوازات سفر فلسطينية لجميع الأطفال الذين وصلوا إلى القاهرة، بانتظار استكمال إجراءات استضافتهم في دول أخرى، من بينها الجزائر، إندونيسيا، ماليزيا، وباكستان" وفقاً لرئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله زغاري.
وفي حال الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين المفترض ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل، يرتفع إجمالي المطلق سراحهم إلى 1755، بينهم عشرات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد.
والخميس والسبت، سلمت كتائب القسام 9 أسرى إسرائيليين وعاشر من منطقة النقب بينهم 6 أحياء، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليمهم لإسرائيل، وذلك في إطار اتفاق يقضي بإفراج إسرائيل عن 620 أسيرا فلسطينيا من سجونها.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي تتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يومًا، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.
يأتي ذلك بينما يواصل نتنياهو المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 فبراير/ شباط الجاري، فيما قالت حركة "حماس" إنها جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ عملية تبادل شاملة بما يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً كاملاً لجيش الاحتلال من غزة..