نابلس - النجاح الإخباري - تعود عجلة المفاوضات للدوران مجددًا في العاصمة الإيطالية روما، في سبيل التوصل إلى عقد صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، لكن هذه المرة في إطار جديد وشروط قدمها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، فهل تكون هذه المفاوضات عودة على ذي بدء؟

يرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات بأن مباحثات روما تطغى عليها السلبية أكثر من الإيجابية، ودليل ذلك أن اللقاء مبني على مقترح وإطار جديدين قد يفتحان المجال أمام جولات تفاوض تكون طويلة، والمقترح مبني في الأساس على شروط وضعها نتنياهو، وهي مرفوضة من المقاومة الفلسطينية، كعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا أو عودة النازحين للشمال والمعابر، وهذه كلها عقبات أمام المفاوضين.

ويؤكد بشارات  للنجاح على أن لقاء روما هو لقاء بروتوكولي أكثر من أن يكون بحثا في تفاصيل الاتفاق، وربما لا يتعدى  تسليم الطرح الذي قدمه نتنياهو ومناقشته ضمن الخطوط العريضة ووضع إطار ونقاط اساسية سيبنى عليها الموقف الإسرائيلي والامريكي للمرحلة المقبلة وهذا يشير إلى أن الوفد الإسرائيلي لا يحتاج كثير من الوقت إما للتسويق لهذا الطرح الجديد أو لمحاولة فرض هذا الطرح من قبل الوسطاء على المقاومة الفلسطينية.

وكان موقع أكسيوس الإخباري نقل عن رئاسة وزراء الاحتلال أن رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع عاد من اجتماعه مع الوسطاء في العاصمة الإيطالية روما.

بدورها قالت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه "لم يحدث أي اختراق خلال لقاء رئيس الموساد ديفيد برنيع مع الوسطاء في روما، بشأن اتفاق محتمل يشمل وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى".

وقال بشارات للنجاح إن نتنياهو غير مستعد للذهاب إلى صفقة؛ فالولايات المتحدة تقدمت بصفقة وتم الموافقة عليها من قبل المقاومة إلا أن نتنياهو أفشل كل الجهود الرامية لتحقيقها.

ويشير بشارات إلى أن واحدة من القضايا التي بدأت تظهر بأن الأمريكيين غير معنيين بوقف الحرب بشكل نهائي، وما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساس هو حماية الاحتلال الاسرائيلي وتوفير الدعم له، وإن كان هناك مسعى لوقف إطلاق النار فهو من منطلق أن يكون في مصلحة الاحتلال وليس ضده.

ويعلق بشارات حول امكانية حدوث تصعيد يقود إلى اتساع رقعة هذه الحرب في ظل تزايد التصريحات الاعلامية المهددة للبنان بعد حادثة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل بقوله، إن الاحتلال الاسرائيلي يحاول أن يستثمر هذه الحالة ومن الواضح جدا من المعطيات التي جرت أن الأمر افتعال اسرائيلي أو ربما من خلال الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية وهذا ما يرفض الاعتراف به، ويحمل حزب الله المسؤولية الكاملة.

ويشير بشارات إلى أن خطاب نتنياهو داخل الكونغرس الأمريكي يؤكد سعيه لمبررات يقوم من خلالها بتوجيه ضربة لحزب الله أو إيران، وهذا ما يفتح المجال لاحتمالات حول التوجه الاسرائيلي في شكل هذا الرد المحتمل، فإما أن يذهب الاحتلال إلى رد قد يفتح حرب شاملة في المنطقة، أو تنفذي ضربة شبيهة بتلك الضربة التي نفذت في مطار الحديدة بحيث تكون تخدم هدفا استراتيجيا داخل لبنان ولا تدفع إلى انزلاق لحرب شاملة.