نابلس - هيا قيسية - النجاح الإخباري - الاحتلال يخلي سبيل الأسيرة الجريحة وفاء جرار.. للتملص من وضعها الصحي الخطير..

 مشت بخطوات واثقة ثابتة،- هي الخطوات الأخيرة لها على الأرض-  تم اقتيادها  إلى جيب عسكري احتلالي في 21 من أيار الحالي... وتعرض الجيب الذي كان يقلها وحسب رواية الاحتلال إلى تفجير، مما أدى لإصابتها بقدميها ليعلن لاحقا عن إجراء عملية بتر لقدميها..

وفي محاولته التنصل من مسؤوليته عن اصابتها وعلاجها، الاحتلال يلغى قرار الاعتقال الاداري ويقرر نقل الأسيرة الجريحة وفاء جرار للعلاج في مستشفيات الضفة.

وحسب التقارير الطبية بعد الافراج عنها وتسليمها لوزارة الصحة الفلسطينية، تبين أن وضعها الصحي على عكس ما كان الاحتلال يبلغ العائلة به.

يقول ابنها البكر حذيفة جرار: " تبين لنا أن وضعها الصحي أصعب بكثير، و أن البتر كان في الطرفين السفليين فوق الركب في الجهتين، وتعاني من كسور في ضلوع الصدر وكدمات في الرئتين، يوجد التهاب في الدم بالإضافة لإصابتها بالعمود الفقري ويجب أن تبقى في العناية المكثفة، وسيتم تقييم وضعها بعد وصولها لتحديد الضرر الناجم ومتابعة علاجها، وهي الآن تتلقى العلاج في مستشفى ابن سينا".

وكانت العائلة قد أبلغت الارتباط الفلسطيني رفض استلامها، حيث تعاني من وضع صحي خطير، ومتواجدة في العناية المكثفة منذ إصابتها، ولم يمض على بتر قدميها الاثنتين أكثر من 48ساعة.

وأشار نجلها إلى أن الاحتلال يحاول التنصل من مسؤوليته ويرتكب جريمة جديدة ويحاول اغتيالها من خلال نقلها في ظل وضعها الصحي الخطير .جاء ذل بعد يومين من إصدار قرار اعتقال إداري مدته 4 أشهر بحقها..

من هي الأسيرة الجريحة وفاء جرار؟!

إمرأة فلسطينية جنينية زوجة الأسير القيادي في حركة حماس عبد الجبار جرار.

أما أسمها فهو : وفاء نايف زهدي جرار ٤٩ عاما منسقة رابطة أهالي شهداء وأسرى محافظة جنين، أم لأربعة أبناء (حذيفة، تقوى، أمجد ، زيتونة)،  تكمل دراسة الماجستير بتخصص اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية، مرشحة على قائمة القدس موعدنا للانتخابات الملغى في 2021، زوجة القيادي عبد الجبار محمد أحمد جرار 58 عاما، أمضى في سجون الاحتلال 16 عاما، أعيد اعتقاله بتاريخ 7-2-2024 وحول للاعتقال الإداري 6 شهور.

لعل من هذا التعريف المبسط أن تستشف حياة الفلسطينيات خاصة زوجات الأسرى، المعيلات لأسرهن، المرابطات المربيات لأطفالهن تربية وطنية، ولأنها تجرعت ألم الفقد بعيدا عن زوجها، ولأن فاقد الشيء يعطيه بزيادة، أسست رابطة لأهالي شهداء وأسرى محافظة جنين، لتكون ومن معها بلسما لجراح الناس الذين يعيشون ما عاشته مرارا وتكرارا.

لحظة الاعتقال.. سرقة ذهب..وسرقة فرحة العائلة مرة ثانية

لاحق الاحتلال العائلة بفرحتها حين زواج ابنها البكر(حذيفة) والتي كانت الفرحة الأولى التي سيشارك فيها والده ويحضرها، إلا أن الاحتلال تعمد اعتقاله قبل الفرح بأيام، ثم أفرج عنه بعد الفرح بأسبوع واحد فقط، وكان الهدف لتنغيص الفرحة.

الأمر الذي تكررمع فرحة العائلة الثانية بزواج ابنهم (أمجد)، بتاريخ 27 من أيار، ويتم اعتقال الأم وفاء لأول مرة بتاريخ 21 أيار، وقبل ذلك كانت في السوق تتحضر وتشتري الذهب وهو ما عرف عنه الاحتلال وفور مداهمة المنزل تم السؤال عن الذهب والاحتفال لحظة الاستيلاء عليه.

وفي تمام العاشرة من مساء ليلة الاعتقال ،سمع دوي انفجار ليتبين لاحقا أن جيبا عسكريا تم استهدافه وأن المصابة أسيرة فلسطينية، هذا ما قاله حذيفة ابنها البكر..

وأضاف: أن المحامي استطاع زيارتها بأول يوم اعتقال في مستشفى العفولة ، حينها تم إجراء عدة عمليات ولم تحتاج لأي بتر، أما اليوم الثاني، رفض الاحتلال إعطاء أي معلومة عن وضعها الصحي، وثالث يوم من الاعتقال كرر المحامي زيارته للاطمئنان عليها، وكانت تحت التخدير المستمر، وتم أجراء صورة طبقية لها  أوضحت أن لديها إصابة بالعمود الفقري، ولم نستطع تحديد مدى أثر الإصابة على جسمها وحركتها، وكان من المفترض إجراء رنين مغنطيسي، ليتم إبلاغنا يوم الجمعة أنها أجرت عملية بتر لقدميها من تحت الركبة.

أسست رابطة أهالي شهداء وأسرى محافظة جنين

على صعيد آخر، كانت الأم والزوجة وفاء جرار خلال معاناتها مع تكرار الإسر لزوجها، تحتاج من يطبطب على كتفها ويقف إلى جانبها، ويكون لها بلسما لجراحها، الأمر الذي دفعها لأن تكون ناشطة في هذا المجال وتؤسس رابطة لأهالي الأسرى والشهداء في جنين، فيجلسن ويتحاورن ويفضفضن لبعضهن البعض ويتقاسمن الجروح ذاتها والألم ذاته، سواء عائلات الشهداء أو الأسرى، والفكرة كانت قائمة على مواساة الأهالي والوقوف إلى جانبهم.

تزوجت صغيرة و أكملت تعليمها.. وحاليا هي طالبة في الماجستير بجامعة النجاح

يقول أكبر أبناءها حذيفة  إن والدته تزوجت بعمر 15 عاما وأنجبته بعمر 16 ، فكانت له الأخت أكثر من كونها أماً، احتضنته وإخوته وكانت لهم السند والدعم في غياب الأب الذي أمضى 16 عاما منحياته في سجون الاحتلال.

أكملت جرار دراسة الثانوية العامة عام 2002، ودرست البكالوريوس تخصص اللغة العربية في جامعة القدس المفتوحة، ثم التحقت العام الماضي بجامعة النجاح الوطنية لدراسة الماجستير في اللغة العربية.

ويصف حذيفة والدته بالأم الصديقة، دائمة الاتصال به و بإخوته، الذين يعيشون حاليا صدمة الفقد والإصابة للأم القوية الداعمة لهم جميعا، ويقول كانت قوية ونؤمن بأن عزيمتها ستبقى قوية وتتعايش مع إصابتها وتكمل مسيرتها، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن صحتها وضرورة التكفل بعلاجها حتى النهاية.