النجاح الإخباري - قبيل يوم العمال العالمي ينهي الاحتلال الإسرائيلي أحلام وطموحات الشاب حازم دعنا ويقتله في مخبزه خنٌا بالغاز المسيل للدموع في مشهد قاسٍ أقل ما يقال عنه جريمة حرب.
في فلسطين .. يُعلب الموت وتُروى حكايات الاستشهاد. في فلسطين لا يُقاس الزمن بالساعات بل بلحظات الوداع، ولا تُحصى الأيام بالتقويم بل بعدد الشهداء.
كل يوم يستشهد العشرات برصاص الاحتلال، في الضفة وغزة والقدس على الحواجز وفي الطرقات وفي المنازل وفوق الأسطح، ففي فلسطين أينما تولي وجهك أنت مقتول ما دام هناك صهيوني يتربص بك، خاصة العمال الذين يقفون دائما في مرمى رصاص الاحتلال في رحلة البحث عن لقمة العيش.
قصة الشهيد الشاب حازم دعنا (27) عامًا، أعطت صورة أخرى لجرائم الاحتلال المتجددة فالموت اختناقا بالغاز المسيل للدموع، وإجبار شخص على استنشاقه حتى الموت هي وحشية وتمادي غير مسبوق.
وفاة قاسية لخباز فلسطيني من بلدة حوسان بالضفة، هكذا تداول الناس الخبر، لكن كم كانت قسوة شعور حازم نفسه، وهو يودع لحظات عمره الأخيرة في مكان عمله؟ لماذا يحكم على الفلسطيني الموت وفق مزاج الاحتلال؟!
لعبة الموت
حازم دعنا وهو خباز من بلدة حوسان القريبة من مدينة بيت لحم بالضفة الغربية لفظ أنفاسه اختناقا بالغاز داخل مخبزه بالبلدة في مطلع الأسبوع، لم يكن الاختناق بسبب الغاز المنبعث من أفران المخبز ولا نيرانها، حسبما يروي شهود على الواقعة، بل بالغاز المسيل للدموع في لعبة الموت التي يمارسها جنود الاحتلال وفق أهوائهم وأمزجتهم.
يقول عماد حمامرة الذي يمتلك محلا قريبا من مخبز دعنا إن مجندات إسرائيليات وصلن إلى المخبز بعد اقتحام البلدة، وأجبرن حازم على إغلاق الباب على نفسه، قبل إمطار المكان بالغاز المسيل للدموع.
ويتابع قائلا لوكالة أنباء أنباء العالم العربي (AWP) إنه لاحظ في اليوم التالي وجود سيارة حازم أمام المخبز، لكن المكان كان مغلقا، فحاول أهل البلدة فتح الباب فإذا بحازم جثة هامدة.
ويؤكد شقيقه مجد دعنا لوكالة أنباء العالم العربي ذات الرواية، ويشير إلى أنه كان مع أخيه في الصباح عندما أجبرهما الجيش الإسرائيلي على إغلاق المخبر ومغادرة المكان.
وأضاف "كان هناك تجهيزات من العجين ولا بد من خبزها، فتوجه حازم ليلا إلى المخبز، وحينها أجبره الجنود على إغلاق الباب على نفسه. لكن مع قنابل الغاز التي كانت تُلقى أمام المحل، بالإضافة لارتفاع درجة حرارة المخبز ودون وجود أي مصدر للتهوية، فارق الحياة".
محمد علي، أحد سكان المنطقة، يروي كيف كان المشهد صادما لأهالي البلدة الذين لم يتوقعوا وفاة قاسية بهذا الشكل.
وأضاف "خلال مراسم التشييع كان الكل مذهولا من هول ما حدث. فاجعة صدمت القرية بكل معنى الكلمة".
ويقول إن مقاطع الفيديو الخاصة بكاميرات المراقبة من داخل المخبز نفسه تظهر لحظة وفاته بطريقة مثيرة للذعر.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي الذي كان قد اقتحم البلدة غادرها على الفور بعد الإعلان عن وفاة دعا بهذه الطريقة.
وتشهد بلدة حوسان عمليات اقتحام متكررة من الجيش الإسرائيلي؛ وقال شهود العيان إن الجيش كان يستهدف المخبز عادة بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة داخل المخبز اللحظات الأخيرة للشاب حازم، وهو يحاول التقاط أنفاسه بصعوبة بسبب ارتفاع درجة الحرارة قرب فرن المخبز، وانعدام التهوية ونقص الأكسجين.
المصدر: وكالة عالم الأنباء العربي+ النجاح