النجاح الإخباري - بعد عملية عسكرية لجيش الاحتلال في مخيم نور شمس  بمحافظة طولكرم، استمرت 50 ساعة راح ضحيتها 14 شهيدًا وعشرات المصابين، وخلفت دمارًا هائلًا في المباني والبنية التحية، سارع الأهالي فور انسحاب الآليات العسكرية بالخروج إلى الشوارع لتفقد ما خلّفه الجيش من موت ودمار.

صمود رغم الدمار

وأفاد الصحفي منتصر العناني لـ"النجاح" خلال تغطية صحفية للأحداث، بأن مخيم نور شمس قد شهد دمارًا كبيرًا أصاب المنازل والمحال التجارية والبنى التحتية، نتيجة لاقتحام قوات الاحتلال الذي استمر لمدة 50 ساعة متواصلة، ويعد هذا الاقتحام هو الأكبر والأضخم للمخيم منذ السابع من أكتوبر.

وقال العناني إن فصائل العمل الوطنية في محافظة طولكرم كانت قد أعلنت أن تشييع جثامين الشهداء سيتم بعد صلاة عصر اليوم في ساحة كبيرة بالقرب من المقبرة، لافتًا  إلى أن تأجيل موعد التشييع جاء نتيجة لصعوبة الطرق والتدمير الكبير الذي نتج عن الاقتحام.

وأضاف أن أهل المخيم أبدوا صمودًا أسطوريًّا على مدار ثلاثة أيام ارتكب فيها الاحتلال كل الأعمال الإجرامية،مخلفًا 14 شهيدًا وصلت جثامينهم مستشفى ثابت ثابت في طولكرم، بينما هناك 5 شهداء مجهولي المصير حتى اللحظة، في حصيلة كبيرة تقارب المجزرة وتشبه إلى حد كبير ما يحدث في غزة من جرائم إبادة.

 وأكد شهود عيان من داخل المخيم اعتقال عدد كبير من المواطنين بعد ضربهم والتنكيل بهم.

نزفوا حتى فارقوا الحياة 

في حارة الدمج داخل المخيم، وقف أحمد رفعت مذهولا من هول ما رأى، ووصف المشهد بأنه "صورة مصغرة من الحرب على قطاع غزة".

يحاول رفعت وصف ما حدث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) لكنه يعجز ويقول "المشهد لا يمكن وصفه؛ منازل مدمرة، طرقات تم تجريفها بالكامل. كنا نسمع من داخل منازلنا أصوات انفجارات متواصلة، لكننا لم نتخيل أن يكون الدمار بهذا الحجم، ما شاهدناه على عدسات الكاميرات من آثار الحرب على غزة رصدناه بأعيننا في شوارع نور شمس".

دخل الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من ليل الخميس إلى المخيم، وشرع بتنفيذ عملية عسكرية واسعة حاصر خلالها عددا من المنازل وخاض اشتباكات. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 14 فلسطينيا في العملية.

وقال مسعف طلب عدم ذكر اسمه إن الجثث بقيت في الطرقات لأكثر من 50 ساعة.

وأضاف في حديث لوكالة أنباء العالم العربي "لم يُسمح لنا بالدخول إلى المخيم نهائيا، كنا متأكدين أن هناك شهداء وجرحى، لكن للأسف لم نتمكن من الدخول. بالتأكيد كان هناك جرحى ظلوا ينزفون حتى فارقوا الحياة".

 جثث بلا معالم

داخل مستشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، تجمهر مئات الفلسطينيين يحاولون التعرف على ذويهم بعدما تشوهت معالم الكثير منهم.

يتنقل أيمن أبو الرب بين ثلاجات الموتى باحثا عن جثمان عمر، أحد أفراد عائلته، ويقول "سمعت أن عمر استُشهد، أسرعت إلى المستشفى أتنقل بين قسم الطوارئ وثلاجات الموتى، كانت هناك عدة جثامين عدد كبير منها كان مشوها بفعل القصف الإسرائيلي".

ويضيف لوكالة أنباء العالم العربي "وجدت جثمان عمر، وكان لا يزال يرفع إصبع السبَّابة رغم استشهاده".

وبنبرة يغمرها الحزن يقول إن ما حلَّ بالجثامين لا يقل عما حل بجثث مشوهة ومتحللة التقطها الكاميرات في قطاع غزة.

ويتابع "الاحتلال واحد؛ هو نفسه في غزة وفي الضفة، وما يفعله في القطاع فعله في طولكرم بنفس المشاهد ونفس قسوة القتل والتدمير".

وأكد أن مشاهد الدمار عمَّت المخيم وكل تفاصيل البنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء.

قتل وتدمير ممنهج

وأعرب مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات هاني المصري عن اعتقاده بأن "الكل الفلسطيني مستهدف" سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.

وقال لوكالة أنباء العالم العربي "لا يريدون شعبا فلسطينيا، ولا حقوقا أو هوية فلسطينية، وبالتالي يمارس الجيش الإسرائيلي في الضفة وغزة نفس المستوى من القتل والتدمير، وكل ما يقوم به إجرامي وعنصري وعدائي".

ويرى المصري أن الموقف الأميركي "داعم باستمرار لإسرائيل وعملياتها"، ويؤكد أن المطلوب موقف فلسطيني موحد واستعادة الوحدة الفلسطينية.

المصدر: النجاح +وكالة أبناء العالم العربي