تمارا حبايبة - النجاح الإخباري - استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار جزائري يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة. صوت لصالح القرار 12 عضوا من بين أعضاء المجلس الخمسة عشر، وعارضته الولايات المتحدة وامتنعت عن التصويت المملكة المتحدة وسويسرا.
محللون تحدثوا لـ"النجاح" يرون أن التحركات الأميركية غير مفاجئة، فالولايات المتحدة لطالما عرقلت المطالب الفلسطينية في مجلس الأمن.
ويوضح المحلل السياسي إبراهيم ربايعة بأن موقف الولايات المتحدة من منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة ليس مفاجئاً، حيث تمتلك تاريخاً طويلاً من التصويت ضد القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة.
ويشير ربايعة في حديثه لإذاعة النجاح إلى أن الولايات المتحدة ترفض منح الدولة الفلسطينية الشرعية الأممية، مما ينبئ بتغييرات سياسية محتملة في التعامل مع الفلسطينيين.
وعن الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة على السلطة الفلسطينية للتراجع عن طلب العضوية، أوضح ربايعة أن الولايات المتحدة لم تقدم أي دعم يذكر للجانب الفلسطيني، مما يعكس تراجعاً في العلاقات الأمريكية-الفلسطينية.
ويرى ربايعة أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يعتبر قضية داخلية، وأن العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية تظل ثابتة بغض النظر عن الحزب الحاكم، مما يعكس استمرارية الدعم الأمريكي لإسرائيل.
ويرى ربايعة في حديثه للنجاح أن تداعيات الأحداث الأخيرة على الجبهة الشمالية، سيراققها تصعيدا سيكون عمودياً وليس أفقياً، مع احتمالية حدوث ضربات نوعية توجه إلى لبنان، ولكن ليس من المتوقع أن يمتد التصعيد لمساحة إقليمية أوسع.
- تحول هام-
من جهته، يرى المحلل السياسي د. أيمن يوسف أن تحقيق العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة يمثل تحولاً مهماً في النهج الدبلوماسي، حيث سيكون لفلسطين دور فعّال كدولة تحت الاحتلال، مما يعني تحويل الصراع الفلسطيني إلى مسألة دولية وتعزيز الموقف الدولي للقضية الفلسطينية.
وبشأن الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين في ظل الموقف الأمريكي، قال: "الخيارات الفلسطينية تذهب مرة أخرى إلى الجمعية العامة وربما طلب التصويت على المقترح الجزائري الذي تقدمت به نيابة عن فلسطين ونيابة عن المجموعة العربية، ونتوقع أن يكون هناك نسبة الثلثين، لكن أيضا مرة أخرى لا يمكن لتوصية الجمعية العامة أن تصبح نافذة إلا إذا أخذت الإشارة الخضراء من مجلس الأمن، بالتالي نحن في رحاب مجلس الأمن".
وعن أهداف الإدارة الأمريكية في عدم تحقيق الفلسطينيين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، أوضح يوسف أن الولايات المتحدة ترى في تحقيق هذه العضوية تدويلاً للصراع الفلسطيني، مما يعرض مصالحها الاستراتيجية في المنطقة وقد تستخدم حق النقض لمنع تمرير القرار، وهذا قد يعزز الصراع الدبلوماسي بين الفلسطينيين والأمريكيين ويزيد من التوترات في المنطقة.
وفيما يتعلق بالمواجهة المحتملة في رفح، أشار يوسف إلى أن إسرائيل قد قامت بتبطئ وتأني في استعداداتها، مما يشير إلى احتمالية إجراء معركة بشكل مختلف عن المتوقع في السابق. ورغم التصاعد السابق في التصريحات حول دخول رفح، إلا أن الأوضاع قد تغيرت بشكل كبير بعد التصعيد الإيراني والضغوط الأمريكية على إسرائيل.
وبشأن الوضع في الجبهة الشمالية مع لبنان، أكد الدكتور يوسف أن الأولويات لدى إسرائيل تتمثل حاليا في قطاع غزة ورفح، مع ترتيب الأولويات وفقا للتهديدات الحالية والضغوط الدولية. ورغم استمرار الاشتباكات والتصعيد على الحدود مع لبنان، إلا أن إسرائيل غير مستعدة حاليا لإرسال جيش بري أو لتوسيع العمليات في هذه المنطقة.