منال الزعبي - النجاح الإخباري - في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي، وفشل المساعي الدولية لوقف إطلاق النار والوصول إلى صفقة سياسية تنهي الصراع، تتزايد التساؤلات حول ماذا يريد نتنياهو وعلى ماذا تنضوي خطته التي أعلنها حول اليوم التالي للحرب.

ويرى خبراء ومحللون أن خطة نتنياهو تهدف إلى تحويل قطاع غزة إلى مستعمرة إسرائيلية،وتقسيم قطاع غزة وتهجير سكانه وتعيين قوة محلية تتعاون مع إسرائيل لإدارته، وذلك بالاستفادة من الحصار والتجويع والقصف والتدمير الذي يمارسه على الشعب الفلسطيني.

ويرجعون تعنته إلى كونه يواجه أزمة سياسية وقضائية داخلية، ويحاول تعزيز موقعه كزعيم لليمين المتطرف في إسرائيل، فلا يبدو مهتمًا بإنهاء الحرب على غزة، ولا بالتفاوض على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية.

وحول خطة نتنياهو ومساعيه من هذه الحرب تحدث خبراء ومحللون لـ"النجاح":

"الهدف التهجير وغزة مجرد خطوة"

المحلل السياسي والمستشار القانوني نعمان العابد قال إن نتنياهو يسعى إلى تهجير الفلسطينيين وغزة ليست سوى مجرد خطوة، وأنه لا نية لديه لإنهاء الصراع، رغم إدراكه لموقف الفلسطينيين الرافض لهذه الخطة، مستندًا على تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت في مقال تم نشره اليوم، قال فيها: "إن نتنياهو يسعى إلى تهجير الفلسطينيين، وأن غزة ليست سوى مجرد خطوة، وأنه لا نية لديه لإنهاء الصراع".

وحول موقف الولايات المتحدة وإدعاء عدم تأييدها إسرائيل في احتلال قطاع غزة قال العابد إن الولايات المتحدة وبايدن والحزب الديمقراطي لا يسعون للضغط على إسرائيل لإنهاء العدوان، وأنهم يسوقون كلاما دبلوماسيا معسولا في حين لم يضغطوا على إسرائيل لإجراء صفقة تبادل أو حتى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وفي ظل عدم وجود ضغط دولي حقيقي على إسرائيل لوقف العدوان والالتزام بالقانون الدولي، يستمر نتنياهو في وضع عراقيل في المفاوضات التي تجري في القاهرة وباريس بين الفصائل الفلسطينية والوسطاء المصريين والأمريكيين والأوروبيين، ويطالب بشروط مرفوضة من قبل الجانب الفلسطيني تسعى لفرض السيطرة الأمنية على قطاع غزة.

وأكد العابد أن المفاوضات الجارية في باريس، والتي بدأت ظهر اليوم، لا تعطي تفاؤلا أو تشاؤما حول نتائجها، لافتًا إلى أن محاولات الإقناع جارية للتوصل إلى هدنة لمدة 42 يوما مع تبادل جزئي للأسرى.

نتنياهو يمارس الخداع

ويرى المحلل السياسي الباحث في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي إن نتنياهو  يمارس الخداع ولا يريد تبادل الأسرى مع حماس ولا الذهاب إلى صفقة سياسية تنهي الحرب في غزة، بل يسعى إلى احتلال كل القطاع  وتهجير سكانه إلى مخيمات في منطقة الشيخ عجلين، وأنه يستغل الحصار والتجويع والقصف لدفع الناس إلى الهجرة الطوعية.

وأضاف أن الهدف الحقيقي لنتنياهو هو تقويض الوحدة الوطنية الفلسطينية وتقطيع الأرض الفلسطينية إلى كانتونات منفصلة.

سويلم: "خطة تافهة .. نتنياهو يحلم"

 الكاتب والمحلل السياسي د.عبد المجيد سويلم قال إن المجتمع الإسرائيلي يعاني من الخداع الذي يمارسه نتنياهو والقوى الحزبية والسياسية في إسرائيل، والذي يهدف إلى تمرير خطة لتقسيم غزة وتعيين قوة محلية تتعاون مع إسرائيل لإدارته. وأضاف أن هذه الخطة ليست واردة ولا يمكن أن تتحقق، لأنها تتعارض مع إرادة الشعب الفلسطيني وقوته المقاومة، ولأن إسرائيل لم تثبت قدرتها على كسر المقاومة أو إجبارها على الاستسلام، رغم حربها المستمرة منذ خمسة شهور.

 واعتبر أن هذه الخطة تافهة وتعكس أحلام نتنياهو ومجموعة من المتطرفين في إسرائيل، وأنه لا يجب أن يتم الاهتمام بها إعلاميًا أو سياسيًا؛ لأنها تبعد عن الواقع والميدان.

وفي ظل عدم وجود تحرك حاسم على المستويين العربي والدولي خاصة الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية، تجاه الجرائم الحربية والإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، يستمر نتنياهو في التحدي والاستهتار بالمجتمع الدولي والقانون الدولي، مستفيدًا من الدعم والحماية الأمريكية.