نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - من نجمة مشهورة في عالم الإعلام والتمثيل إلى عاملة نظافة، تحوّل صادم، فما الذي حدث مع شعاع توفيق، الفتاة التي انتزعت من شعاع الفن والشهرة إلى العمل في الخدمات والتنظيف.

شعاع توفيق، فتاة فلسطينية مواليد الدمام عام 1985 في السعودية، وتحمل الجواز الأردني أيضًا، كان والدها يعمل في مجال المقاولات في السعودية، ما أتاح لها طفولة جميلة ومرفّهة.

وحول قصتها، روت لـ"النجاح" كيف كانت متفوّقة في دراستها وكانت محبوبة من محيطها، تشارك في الأنشطة المدرسيَّة خاصة الإذاعة والمسرح في المناسبات الوطنيَّة والاجتماعية. أنهت الثَّانوية العامَّة الفرع العلمي، ثمَّ دخلت معهدًا تعلمت فيه السكرتاريا والعلاقات العامة، والتحقت بالكثير من الدورات في عدّة مجالات منها التّمثيل والتّجميل والمسرح والتسويق.

بدأت شعاع مسيرتها الفنية عام 2000 عندما عُرض عليها المشاركة في مسلسل إذاعي، ودخلت الإذاعة المكان الذي أحبته وأحبها، وأصبحت ضمن كادر وزارة الثقافة والإعلام. ثم شاركت في مسرحية نسائية اسمها "سبع كفوف" في الدمام، ثمَّ في فيلم قصير حبًا بالتَّمثيل. بعد ذلك دخلت الأعمال التلفزيونية والمسلسلات، منها "ساكنات في قلوبنا" و"المجهولة" و"طريق المعلمات" و"شد بلد" و"أبجد هوّز"، و"حريمكو" وأعمال أخرى. حصلت شعاع على شهرة وإعجاب كبيرين في مجال الإعلام والتمثيل، وأصبح لها جمهور واسع يتابع أعمالها.

لكن حياتها تغيرت بشكل جذري عندما مرض والدها وتعطلت عنده الكلى، ما اضطره إلى ترك عمله وتكبد تكاليف العلاج التي عاد على إثرها إلى فلسطين وتحديدًا إلى طولكرم بلده الأصلي. انتزع معه شعاع من شعاع الفن والشهرة إلى حيث لا تجده.

قرار كفيل بإثارة الخوف في أي نفس، الخوف من مصير مجهول تُقرأ ملامحه عن بُعد،  قالت شعاع: "الخوف مش من الموت لكن من إنك تموت وانت عايش".

بدأت شعاع تبحث عن عمل في مجال الإعلام والتمثيل دون جدوى، فقبلت بالعمل في عدة مجالات لإعانة أسرتها التي أصبح لديها ظروف مادية صعبة بعد وفاة الوالد. عملت شعاع كـ"كاشير" في مطعم، وموظفة استقبال، في محلات أدوات منزلية، وأخيرًا في شركة خدمات خاصة.

واجهت شعاع التحديات والصعوبات بشجاعة وإصرار، ولم تفقد أملها في الحياة رغم ما أورثها إياه والدها من مرض الكلى. وحول دافعها قالت شعاع: "الدافع إني بدي أعيش بدي أحس حالي إنسانة إلها دور".

شاء القدر أن تكون شعاع ضمن طاقم شركة خدمات تعاقدت مع جامعة النجاح، وفي جولة لها دخلت مركز الإعلام في النجاح، وما إن رأت الاستوديوهات حتى غلبتها دموعها، ثم حين طُلب منها تنظيف مكان ما دخلت تجر أدواتها فإذا هي تقف على خشبة المسرح، حينها خرجت شعاع عن شعورها وأمسكت عصا الممسحة وصارت تغني بينما قلبها ينوح.

ووجهت شعاع رسالتها للعالم من خلال "النجاح الإخباري": "الممثل صاحب رسالة، طالما وقفت على المسرح ورسمت الابتسامة على وجود المشاهدين، كنت أمسح قلوبهم من الحزن، اليوم أنا أنظف وأمسح الأرضيات، بينما أستمع بإصغاء لبكاء قلبي".

وأكملت: "لكل إنسان على وجه الأرض، لا دوام لحال، فلا تيأس مهما واجهك من صعاب، حاول ولا تتوقف، أعيش وبداخلي شعاع أمل أن أعود إلى العمل في مجال الإعلام والإذاعة والتلفزيون والتمثيل حيث أحب".

 

https://nn.najah.edu/media/uploads/2023/08/07/6d86ab4f-e7e0-4885-a1c1-aac5a9df27fe.jpg

 

https://nn.najah.edu/media/uploads/2023/08/07/c024bb03-f76c-4b1b-9646-c038f75ef5a3.jpg

 

https://nn.najah.edu/media/uploads/2023/08/07/image.png