وكالات - عبد الهادي عوكل - النجاح الإخباري - لم تمهل صواريخ الاحتلال الإسرائيلي الفتاكة أسرة المواطن رأفت الطناني 27 عاماً المكونة من سبعة أفراد للخروج من شقته قبل أن تباغت العمارة السكنية التي يقطن بها بوابل من الصواريخ أطلقتها طائرة حربية من طراز F16، لتدمر المكان بأكمله وتحوله لكوم من الركام وعشرات المواطنين أسفله ينتظرون من ينقذهم.

وفي ساعات مساء اليوم الخميس الأول من أيام عيد الفطر السعيد، تمكنت طواقم الإنقاذ من انتشال العائلة بأكملها وقد فارقوا الحياة شهداء، الزوج وزوجته الحامل التي تنتظر أن تضع مولودها، وأربعة من أطفالهم أكبرهم سبعة أعوام وأصغرهم عامين، وذلك بعد قرابة 14 ساعة من البحث تحت الركام.

رباح المدهون أحد شهود العيان في المكان روى ل"الحياة الجديدة"، تفاصيل الجريمة، التي اقترفتها طائرات الاحتلال بحق ثماني مبان سكنية لم يسلم أي من ساكنيها من الضرر، حيث راح ضحية القصف إلى جانب عائلة الطناني مواطنين من عائلة المدهون وإصابة نحو ثمانية آخرين بجروح خطيرة من عائلات أخرى إضافة لتمكن طواقم الدفاع المدني من إنقاذ العديد من المواطنين سالمين من تحت الأنقاض.

وتابع المدهون، أنه وبشكل مفاجئ والمواطنين آمنين في شققهم السكنية، انهمرت عليهم الصواريخ الإسرائيلية المدمرة على ثماني عمارات سكنية والشوارع المحيطة بها، لتقلبها رأساً على عقب، وأصبح غالبية المواطنين تحت الأنقاض، وعائلة الطناني إحدى هذه العائلات، والتي كانت تقطن في الطابق الثالث من إحدى العمارات الكائنة على دوار مدينة الشيخ زايد شمال قطاع غزة.

وأوضح أن العمارات تضم عائلات مختلفة تسكن بالإيجار فيها، ومحال تجارية ومخازن تضم بضائع وسلع بمئات آلاف الدولارات ، مقدراً الخسائر المادية بما لا يقل عن خمسة ملايين دولار.

ويؤكد المدهون، أن العائلة بأكملها استشهدت ومسحت من السجل المدني، لأن الاحتلال لم يمهل هذه العائلات أي وقت ليتمكنوا من ترك شققهم بدلاً من أن تدمر فوق رؤسهم.

هذا وخلف القصف بنحو 15 صاروخاً فتاكاً أضرار جسيمة في ممتلكات المواطنين والمحال التجارية البعيدة عن الحدث بفعل الصوت الكبير وتطاير الشظايا والركام على المنازل المجاورة، وخاصة شقق مدينة الشيخ زايد.

مشهد الدمار في المكان والمواطنين الذين استهدفوا وهم من المدنيين، يؤكد دون أدنى شك أن الاحتلال لا يفرق بين شجر وحجر وطفل وامرأة، فالكل الفلسطيني أمام صواريخه سواء، معرضين للاستهداف في أي لحظة من آلة الحرب المدمرة التي لم يتمكن العالم من إيقافها لليوم الرابع على التوالي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين اكتووا بهذه النيران مرات عدة خلال السنوات الماضية، وخاصة في عدوان 2008-2009 وعدوان 2014 الذي استمر 51 يوماً ومسحت عائلات فلسطينية كبيرة من السجل المدني جراء الجرائم المروعة التي اقترفت بحقهم.

فإلى متى سيبقى الضمير العالمي غائباً عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تنتهك فيه القوانين والمواثيق الدولية على الهواء مباشرة؟

المصدر: جريدة الحياة الجديدة.