غزة - مصطفى الدحدوح - النجاح الإخباري - "بنتقابل أمام القاضي" عبارة كانت نهاية خلاف نجم بين المواطن معتز صيام مع صاحب الملعب المعشب الذي يقطن خلف منزله في مدينة غزة، بعد ارتفاع وتيرة الخلاف القائم حول الملعب الذي يسبب الازعاج لجميع أبناء الحي.

سرد المواطن معتز طبيعة الخلاف الذي كاد أن يتطور وصولاً للقضاء، لـ "النجاح الاخباري"، كان هناك اتفاق مع صاحب الملعب بأن لا يفتح الملعب للجمهور بعد الساعة الثامنة مساء من كل يوم؛ ولكن ما حدث خلاف للاتفاق حيث الشبان يلعبون حتى ما بعد منتصف الليل والأصوات تعلو المكان، وارتطام الكرة في حائط المنزل مما يصدر أصوات مزعجة.

وأضاف، هذا المشهد دفعني للتوجه لرفع شكوى عند كبار الحي ولم يتوصل الامر لحلول، لتصل الأمور للتوجه لأحد المحامين الذين يقطنون في الحي لأخذ استشارته القانونية، وأعلمنا بحقوقية إزاله الضرر وفقا للقانون، ليسرع صاحب الملعب في معالجة الأمور فور تأكده من توكيل محامي للمضي نحو المحاكم، ولم يقتصر المشهد على المواطن معتز بل يشتكي العديد من المواطنين من الملاعب العشوائية التي انشأتها حكومة غزة.

القانون الحكم

عقب المحامي علاء فورة على جملة الخطوات التي وصفها بغير القانونية، من حيث الحاق الضرر وبناء منشأة غير مرخصة، ولا تخضع للرقابة، بالخطوات التي يجب ضبطها واخضاعها للوائح القانونية، ومحاكمة كافة من يتجاوزها وحالته أمام القضاء، في ظل إنشاء منشأة رياضية تفتقر للعديد من الشروط والضوابط.

وشدد على أن تلك الملاعب حتى اللحظة لا تخضع لوزارة الشباب والرياضة، مما يجعل الأمور أكثر تعقيدا امام المواطنين لعدم تواجد جهة رسمية مرجعية لتلك الملاعب، مما يجعل من الخطوات القضائية تأخذ منحى أكثر إطالة أمام المشتكي ومن المحتمل أن يتمثل الحلول أمام القضاء بالصلح العشائري فضلا عن الذهاب للقضاء لانعدام المرجعية القانونية لملاعب.

وفي الحديث حول محاكمة أصحاب الملاعب، بين فورة بأن الشخص المتضرر يستطيع الترافع أمام القضاء في تقديم طلب رفع الضرر، والطعن في عدم مشروعية وقانونية الملعب، مما يتوجب إزالة الضرر وفقا للقانون المدني.

وقال رئيس قسم العلاقات العامة في بلدية غزة حسين عودة أن قضية الملاعب المعشبة تشكل إشكالية حقيقة حيث تقدم للبلدية ما يزيد عن 37 شكوى ما بين 2015 -2018 وكان معظمها تدرج تحت بند لاحق ضرر بجيران الملعب مما دفع البلدية للتدخل العاجل لإنهاء الخلاف، على الرغم من عدم اختصاصها الكامل في موضوع الخلاف.

وأردف عودة بان البلدية تدرك جيدا بان الملاعب المقامة سلاح ذو حدين ولكن بات المشهد بان المضرة تسود المنفعة كونها باتت تأخذ منحنى المكسب المالي واستغلال انعدام تواجد مرافق معشبة يلجأ لها الشبان، مما يدرج الخطوات إلى الإلزامية تواجد لوائح تنظم عمل تلك الملاعب.

إصابات بلا حقوق

مكث الشاب حسين شلط في الفراض ما يزيد عن 12 يوما بعد تعرضه لإصابة في الكاحل بعد تعثره من الانجيل الصناعي في أحد الملاعب في النصيرات، دون أن يحصل على أدنى الحقوق وأبلغه صاحب الملعب بأنه لا يتحمل مسؤولية اللاعبين كونه ليس نادي رياضي مما يجعله ينهي من ذهنه فكرة العودة للاعب في الملاعب المعشبة.

وقال شلط أن الملاعب المعشبة جيدة من حيث كونها مغلقة ويستطيع الشباب اللاعب بها بالتزامن مع انعدام المناطق الخضراء في القطاع؛ ولكن للأسف البعض منها ليست آمنه ولا يتوفر بها شروط السلامة للاعبين مما يجعلنا عرضه للخطر.

وفيما يتعلق بالإصابات علق فورة قائلا لا حق للمتضرر لكون المنشأة التي يلعب داخلها لا تخضع للقوانين وغير مرخصة مما يجعل المتضرر ليس مطالبا بحق ويتحمل ضرره بشكل شخصي لإدراكه بأن المنشأة الرياضية التي يلعب بداخلها غير مرخصة ولا تخضع للرقابة، وليست آمنه، وفي حال حصلت إصابة بقصد العمد من شخص أخر تقع المساءلة على بند المسؤولية في المطالبة بالحق.

أسعار نار

وتصنف ملاعب العشب الصناعي لكرة القدم "الساحرة المستديرة" التي تندرج ضمن تصنيفين الأول انشات بدعم من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا والبالغ عددهم 20 ملعبا، والصنف الاخر الملاعب الخاصة ولا يختلف الصنفين عن بعضهم من حيث الهدف الأساسي المبني على الربح المادي.

وأشار الشاب محمد أبو جربوع بانه يذهب يومين أسبوعيا للعب في أحد الملاعب الكامنة في منطقة النصيرات، حيث يقوموا في الذهاب بفترات العصر لرخص أسعار الساعة عن سعر ساعات المساء حيث يبلغ سعر ساعة في الفترة الصباحية 30-40 شيكل وأما فترة المسائية 40-60 شيكل.

وأكمل ندرك جيدا أن أسعار وتكلفة اللعب في هذه الملاعب غالية وفقا للأوضاع المعيشية التي نمر بها، مما يتوجب على الجهات المعنية في التدخل بشكل جدي للحد من التلاعب بالمواطنين ولكن للأسف الجميع يدرك بأن الحكومة في غزة لها النصيب الأكبر بهذه الملاعب ومملوكة لشخصيات تعمل في الحكومة.

ملاعب سيئة

ونوه مدرب كرة القدم سامي أبو سرية إلى أن خطورة هذه الملاعب لا يكمن فقط في ارتفاع سعرها، ولكن في جودة إنشاءها من حيث العشبة التي تُنشأ منها هذه الملاعب، وهي ملاعب سيئة الجودة يكون اللاعبون فيها عرضة للإصابات خاصةً الركبة، والالتواء والرباط الصليبي، نظراً لعدم جودتها، حيث تصل سعر المتر من سيئة الجودة لـ 5 دولار فقط للمتر، فيما يصل سعر الجيدة منها لـ 25 دولاراً للمتر.

وأضاف أن الملاعب المعشبة لا تندرج ضمن الرقابة من قبل الجهات المسؤولية، عازياً ذلك لعدم وجود جهات مسؤولة، على الرغم من كون تلك الملاعب اختصاص وزارة الشباب والرياضة وفق القانون، مؤكداً عدم وجود رقابة على أسعار الحجز، وعلى سوء جودة الملاعب التي تسبب الضرر للاعبين.

وأكد عودة أن بلدية غزة ليست الجهة القانونية في الرقابة على تلك الملاعب لانحصار اختصاص البلدية في عملية تنظيم المدينة، ومن المفترض أن تتدخل وزارة الشباب والرياضة في تنظيم عمل تلك الملاعب بشكل فعلي لما تلحقه من ضرر للمواطنين.