نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - شوارع مدينة نابلس تغرق بمياه هذا الشتاء الماطر، شارع البساتين وآخر شارع سفيان حتى شارع فلسطين تشهد تدفّق المياه بشكل يزعج المواطنين.

وخلال لقاء صحفي معه عبر إذاعة "صوت النجاح"، لبرنامج صباح فلسطين أرجع مهندس بلدية نابلس سامح العاصي، المشكلة لسببين:

أولًا: ارتفاع منسوب المياه المتجمّعة تحت عمارة التكروري الواقعة عند المجمع الغربي وهي مياه زائدة عن منسوب التسوية يتمُّ نضحها لأنَّها تشكِّل خطرًا على البناية.

ثانيًّا، وبحسب العاصي فإنَّ المدينة هذا العام شهدت تفجر ينابيع في ظاهرة لم تحدث منذ (20) عامًا، منها نبع عين الشريش بسبب أمطار الخير ما أدى إلى تدفُّق المياه إلى الشارع، بالإضافة  لنبع آخر في منطقة رأس العين في نابلس.

وأوضح العاصي أنَّ هذا العام سيشهد تفجُّر ينابيع كثيرة، بعد فصل الشتاء ما ينبئ بأنَّ دورة المياه هذا العام ستكون أفضل بكثير من العام الماضي.

وعن إمكانية الاستفادة من مياه عيون الخير التي تفجَّرت أشار  العاصي إلى أنَّ الفائض فاق تمديدات الأنابيب ما حال دون استيعابها، ومن ثمَّ تدفقها للشوارع، وأكدَّ أنَّ البلدية تسعى لحلِّ المشكلة والاستفادة من هذه المياه بطريقة مجدية.

مدينة الينابيع

ومن الجدير ذكره أنَّ نابلس مدينة غنيّة بالينابيع وعيون الماء التي نظر الأقدمون في استغلالها ما يفسر وجود السبل المنتشرة في أزقة المدينة، والفتحات الموجودة في أغلب أبواب البيوت لخزّان الماء تُطل على خارج البيت، فيدق الباب  ما عرف حينها بـ"السقا"

عيون ماء وينابيع كثيرة، يعود لها فضل نشأة وتجذّر مدينة "شكيمو" الكنعانية التي تُعرف اليوم بنابلس. وتقول الروايات التاريخيّة إنّ المدينة الكنعانية اعتمدت على "عين دفنة" الواقعة شرقيّ المدينة، وعلى عيون عسكر، بلاطة، وبئر يعقوب.

وبالطبع، كان الماء المتدفق من (4) عيون في منطقة القريون، هو الأساس الذي انطلقت منه نابلس الحاليّة، إضافة لـ عين العسل، وعين رأس العين، وعين دفنة. وكانت مياه هذه الينابيع تجري تحت الأرض وتخرج من (22) موقعًا مُشكّلةً منابع شبه مستقلة، ولكل نبع اسمٌ خاصٌ به.

واهتم الرحالة بمدينة نابلس ولفتتهم كثرة مياهها كالمقدسيّ الذي ذكر في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" أنّ لنابلس نهرًا دائم الجريان، ووصف ماء ينابيعها بالخشونة لكونه يخرج من "حجر جيري". فيما قال ابن حوقل إنّه "ليس في فلسطين بلدة فيها ماء جار سواها".

والملاحظ أنّ ينابيع مدينة نابلس تخرج من قدم جبل جرزيم، الذي يصفه أهل المدينة بـ "جبل المي/ الماء" باستثناء "نبع عسكر" الذي يخرج من أسفل جبل عيبال، الأمر الذي جعل تركّز الماء في المنطقة الجنوبية للمدينة. وهذا جعل حارات المدينة تتمايز فيما بينها وفقًا لتوفّر مصادر المياه.