غزة- أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - عبر عقود والأسماك مصدر للأكل والزينة، لكن أن تتحوَّل الأسماك مصدراً للعلاج والترفيه، فهو أمر غير مسبوق في قطاع غزَّة، استطاع غيث عثمان أن يفعل ذلك في مركزه، بعد أن جلب أنواع خاصة من الأسماك تسمى "القالروفا".

ولجأ مدير نادي كزا ميزا لإضافة خدمة جديدة ومميزة تعرض لأوَّل مَّرة في قطاع غزَّة ضمن عمل النوادي، تختص بالترفيه والاستجمام للرواد، بالإضافة للخدمات العلاجية.

فرغم الحصار المفروض على القطاع، إلا أنَّ إسرائيل سمحت بإدخال سمك من نوع علاجي وترفيهي، بعد عناء طويل ورفض أكثر من مرَّة، ليسجّل سابقة في إدخال هذا النوع من السمك للقطاع.

أبو غيث عثمان المدير الفني لنادي كيزا ميزا، قال إنَّ هذا السمك متوفر في مراكز طبية، لكنَّه إتَّجه لاستخدام هذا النوع من السمك ضمن خدمة أطلق عليها إسم "دكتور فيش" داخل النادي، بهدف الاسترخاء والاستجمام.

واستورد عثمان سمك " القالروفا" من موطنها الأصلي في تركيا، ووضعها داخل (16) حوض زجاجي داخل النادي، وبلغ عددها (2500) سمكة.

وأوضح أنَّ المهام الأساسية لهذه الأسماك علاجية في كلِّ دول العالم، لكنَّه اتَّجه لتوفير الأسماك بغزة من جانب الترفيه، للتخلص من الطاقة السلبية بعد الإرهاق من ضغط العمل، والتي توصَّل إليها من أبحاث نشرتها مواقع الإنترنت، حيث تقوم الأسماك بالتخلُّص من الفطريات في الأقدام، فهي تتغذى على الخلايا الميتة في القدم، بالإضافة لمنح الراحة النفسية للزوار.

وعن المراحل التي يمرُّ فيها الزبون خلال رحلة الاستجمام، يقول عثمان: "يتم استقبال الضيف بعد خلع حذائه، ويتمُّ غسل أقدامه بالماء، بعد ذلك يدخل لمرحلة التعقيم، ثمَّ الغسل مرَّة اخرى، ثمَّ يتَّجه للحوض، ويضع أقدامه بداخله، لتحيطها على الفور كلَّ الأسماك".

ويصل طول السمكة إلى (4) سم، وهو ذات لون فضي، وليس لها أسنان، وتبث إشعاعات كهربائية بمراكز الإحساس والجهاز العصبي لجسم الإنسان من خلال الأقدام، لتبثّ الراحة والاسترخاء عن طريق الأقدام.

وتحدَّث عثمان عن دوافعه لإنشاء هذا المركز، قائلاً: "كانت بداية الفكرة للتغلُّب على الحصار وضغوطات العمل بتوفير خدمة تخرج المواطنين من الهموم، وكان هدفنا تقديم خدمة جديدة في قطاع غزَّة من خلال النادي وليس مركزًا علاجيًّا، وقد تكون مراكز أخرى في غزَّة استخدمت هذه الأسماك، ولكن الجديد في توفيرها داخل نادي، بعيداً عن الأجواء العلاجية".

 

 

واستغرق إنشاء النادي ما يقارب شهر كامل داخل كافيه كزا ميزة وسط مدينة غزَّة، حيث تسبَّب الحصار المفروض على قطاع غزة في تأخير إفتتاحه أكثر من مرَّة، فقد وصلت الأسماك أكثر من مرَّة لمعبر كرم أبو سالم في حين رفض الجانب الإسرائيلي إدخالها.

وأكّد أنَّ المركز تمَّ إنشاؤه بمواصفات عالمية حسب أبحاث منشورة على مواقع الإنترنت، بالإضافة لإنشاء أحواض من الزجاج ضمن درجة حرارة معيَّنة لاستمرار بقاء وعمل الأسماك، ووضع مضخات أكسجين داخل الأحواض لبقاء الأسماك في حالتها الطبيعية، وتعيش في المياه العذبة.

وتتغذى الأسماك على الخلايا الميتة في الأقدام، بالإضافة لطعام خاص يقدّم لها مرَّة كلّ ثلاثة أيام.

كما بيَّن أنَّ الهدف الأساسي ليس ربحيًّا لأنَّ أسعار الجلسات قليلة مقارنة بأسعار وتكاليف إنشاء هذا المركز، حيث يتم منح الزبائن مدَّة نصف ساعة داخل الحوض، ثمَّ يستغرق الحوض عملية تنظيف مدة نص ساعة أخرى.

من جهتها، قالت رواندا اللوح مسؤولة قسم السيدات في النادي، أنَّه يتم استقبال السيدات خلال الفترة الصباحية حتى الساعة الثالثة عصراً، ثمَّ يتم إتاحة المكان للرجال بعد ذلك حتى نهاية اليوم.

وأضافت: "الأسماك متخصَّصة في إزالة الجلد الميت من الأقدام، وقد يشعر الزبون بنمنمة في الأقدام في البداية، لكن الأمر يبدو طبيعياً بعد ذلك، ويشعروا بالارتياح".

هذه الأسماك تخلّص الناس من الطاقة السلبية، وتعمل على تدليك ومساج القدمين، ولاقت إقبالًا هائلًا من السيدات بعد يومين من إفتتاح المركز.