غزة - عبدالله عبيد - النجاح الإخباري - أجمع خبراء بالشأن العسكري والإسرائيلي، أن قطاع غزة أمام عدة سيناريوهات خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً وأن هناك حالة من التوتر تسود الأجواء في ظل استمرار مسيرات العودة وإطلاق البالونات الحارقة على مستوطنات غلاف غزة.

وبحسب حديث الخبراء لـ "النجاح الإخباري"، فإن "إسرائيل" قد تلجأ لعملية عسكرية موسعة، خصوصاً وأن هناك تهديدات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان بعملية مؤلمة وغير مسبوقة، منوهين في الوقت ذاته إلى أن هناك حالة من التخبط أيضاً لدى قادة الاحتلال بالتعامل مع غزة.

واستشهد شاب فلسطيني وأصيب ثلاثة آخرين، اليوم الأربعاء بعد أن شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة غارات على أهداف متفرقة من قطاع غزة .

وأفاد مراسلنا بأن طائرات الاحتلال شنت عددًا من الغارات التي استهدفت مواقعا للمقاومة، في أماكن متفرقة من القطاع.

وزعمت وسائل إعلام عبرية أن القصف الإسرائيلي جاء ردًا على إطلاق صاروخين من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة، فجر اليوم.

أمام سيناريوهات

الخبير بالشأن العسكري، اللواء واصف عريقات أكد أن الشعب الفلسطيني تعوّد على التصعيد والهدوء في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه تعود أيضاً على تهديدات قادة الاحتلال بشن عدوان على القطاع.

وبحسب حديث عريقات لـ "النجاح الإخباري"، فإن القيادة الإسرائيلية في حالة تخبط بشأن غزة، لافتاً إلى أن قطاع غزة أمام عدة سيناريوهات خلال المرحلة المقبلة.

وذكر أن السيناريو الأول قد يلجأ الاحتلال لحرب موسعة على القطاع كما سبقتها من حروب في عام 2008 و2012و2014، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن "إسرائيل" تدرك أيضاً أن عدوان عسكري على غزة ليس بالأمر الهين.

ومن وجهة نظر الخبير العسكري فإن الاحتلال قد يلجأ لسياسة الاغتيالات، خصوصاً أن الإعلام العبري يتحدث عن توجه قيادة الاحتلال إلى اللجوء لسياسة الاغتيالات.

وكان رئيس حكومة الاحتلال، قد وجه اليوم تهديدا شديد اللهجة لقطاع غزة، قائلا: إن "إسرائيل" ستعمل بقوة كبيرة، في حال لم تتوقف المسيرات والمواجهات قرب السياج الحدودي وكذلك يتوقف إطلاق الصواريخ كما حدث ليلة أمس.

وأضاف إن إسرائيل تنظر بخطورة بالغة للهجمات على السياج الحدودي، وعلى "معطف" غزة، وبئر السبع، وكل مكان، مشدداً على أنه في حال عدم توقف هذه الهجمات فإننا سنوقفها نحن، وأريد أن أقول لكم اليوم، إن "إسرائيل" ستعمل بقوة كبيرة.

عملية عسكرية

في ذات الإطار، يرى الخبير بالشأن الإسرائيلي، د. عمر جعارة، أن هناك عدة رسائل وجهتها "إسرائيل" لقطاع غزة، خصوصاً في ظل تهديدات قادة الاحتلال السياسية والأمنية والعسكرية بشن عدوان كبير على غزة.

ورجّح جعارة خلال حديثه لموقع "النجاح الإخباري" أن إلى استخدام القوة العسكرية المفرطة ضد قطاع غزة الفترة المقبلة، منوهاً إلى أن نتنياهو هدّد بضرب غزة ضربة غير معهودة ومؤلمة جداً.

وقال "حتى ليبرمان وأغلب قيادة الاحتلال يريدون عملية عسكرية على قطاع غزة"، مستدركاً "لكن القرار لم يتخذ بعد".

وأضاف " لا يوجد قرار في الحكومة الإسرائيلية لتوسيع الضربات على قطاع غزة، لأنها في حالة من الحيرة والقلق والتخبط، وهي تحاول أن تجمع الاستفادة من شن عدوان على غزة".

وعلى حد اعتقاد الخبير بالشأن الإسرائيلي، فإن "إسرائيل" في ورطة أمنية مع الفلسطينيين في غزة والضفة، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى لجوئها إلى إبرام اتفاق بشأن قطاع غزة لكسر الحصار.

وكان وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قال إنه "يجب إسقاط ضربة ساحقة على غزة".

وأضاف ليبرمان بحسب ما نقلت القناة العبرية الثانية: "استنفذنا كل السبل ولم يبقَ أمامنا سوى الرد بكل قوة لإعادة الهدوء لإسرائيل للأيام التي سبقت مسيرات العودة".

هدوء يسبق العاصفة

المحلل السياسي، حسن عبدو، يوافق سابقيه على أن توتر الأوضاع في غزة يؤدي إلى العديد من السيناريوهات المحتملة، أولها شن عملية عسكرية كبيرة على القطاع.

وقال عبدو لـ "النجاح الإخباري": هذا التوتر والتصعيد إحدى تداعيات استمرار الضغط المتزايد على قطاع غزة، وتبعات هذا الضغط المستمر اقتصاديا وانسانيا سيؤدي إلى مثل هذه السيناريوهات إما لانفجار غير محدود الأفق وإما لمواجهة عسكرية وهذا الامر متوقع".

وأضاف " قد يكون التصعيد سيد الموقف فإسرائيل دولة غادرة، وقد يكون هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة"، مرجّحا أن تقوم "إسرائيل" بعدوان محدود ولكن موسع.

وبسحب عبدو فإن الجهود المصرية قد تنجح في لجم التصعيد باتجاه إبرام تهدئة لكسر الحصار لوقف العمل العسكري بين غزة والاحتلال من جهة أخرى، مؤكداً على أنه لا يوجد هدف لدى الاحتلال مجمع عليه في العلاقة بالتعامل مع قطاع غزة.

وتوصل الوسطاء المصريون والدوليون إلى اتفاق مبدئي حول وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس وفقا لما ذكرته القناة 10 الإخبارية الإسرائيلية اليوم الأربعاء وبحسب ما نشرت صحيفة جورزيلم بوست.

وكشفت مصادر أمنية مصرية، ظهر اليوم الأربعاء، أن الوفد الأمني المصري استطاع خلال الساعات الأخيرة تكثيف اتصالاته بجميع الأطراف لوقف التصعيد الإسرائيلي على غزة .

وأكد المصدر أن الوفد الأمني المصري الذي يترأسه اللواء أيمن بديع وكيل المخابرات العامة المصرية، ويضم في عضويته العميد احمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات، وآخرين بذلوا جهوداً كبيرة منذ ساعات الفجر من أجل إعادة الهدوء لقطاع غزة، ووقف التصعيد.

وأمام المشهد الساخن في قطاع غزة، ستقرر الأيام القادمة جدية الاحتلال في تنفيذ تهديداته بشن عدوان على قطاع غزة، بعد يوم الجمعة القادمة التي تشهد مسيرات على حدود القطاع.