منال الزعبي - النجاح الإخباري - تفقَّد هاتفه النقال قبل أن يغمض جفنيه، واستيقظ على عجل، ظنَّ أنَّه يوم عادي، تفقّد نظاراته، قهوته، نسّق ملابسه وألقى نظرة أخيرة، ثمَّ خرج يطير على دراجته التي حملته إلى اللارجوع  حيث كان الموت بالانتظار.

 الشاب عميد مرعي الذي لقي حتفه أمس إثر حادث دراجة؛ لنفقد وردة من حقل شبابنا بريعان تفتحها، كلَّ يوم يتخطّفنا الموت، والدراجات الناريّة باتت ملطّخة بالدماء ، فهل من قيد أو رقيب؟

الناطق باسم وزارة النقل والمواصلات محمد حمدان قال لـ"النجاح": "أغلب هذه الحوادث تتم من خلال الدراجات غير القانونية، أما تلك التي يتم ترخيصها من قبل وزارة النقل والمواصلات، فلا ضرر منها إلا فيما ندر".

وبحسب حمدان، يقوم باستيرادها أكثر من وكيل للدراجات النارية، وهي دراجات بسعة بسيطة تصل (cc 1750)، ويتم تأهيل السائقين من قبل الوزارة وإجبراهم على مراعاة شروط السلامة من حيث اللباس (الخوذة ودروع المفاصل).

وأضاف أنَّ الدراجات النارية وسيلة نقل معروفة على مستوى العالم ولا يجوز منع الشعب الفلسطيني منها، مشيرًا إلى تزايد الطلب عليها من قبل المواطنين بسبب الأزمات الخانقة على الطرق، وإن كانت شوارعنا غير مهيئة لمثل هذه الوسيلة، إلا أنَّها كسائر وسائل النقل والمواصلات، تسلم إذا تقيدت بالقوانين.

وأصبحت هذه الوسيلة في متناول اليد للجميع بعد أن كانت محدودة في المؤسسات الرسميّة، منهم من يطلبها لحاجة ملّحة، في حين يقصدها البعض كوسيلة مغامرة وترف، خاصة فئة الشباب الذين لا يكفون عن إزعاج المواطنين بها ليلًا، ما يدعو الأهالي إلى التنبه لأبنائهم وضبط سلوكياتهم.

وأشار حمدان إلى أنَّ الشرطة تقوم بواجبها، والحوادث تقع للسيارات والدراجات وجميع وسائل المواصلات على حدٍّ سواء، وأعاد ذلك لتهوُّر السائقين والاستهتار، والمخالفات التي تحاول الوزارة  ضبطها من خلال دوريات السلامة على الطرق وبالتكاتف مع الشرطة، إلا أنّه يعوزنا النضج والوعي والانضباط كثقافة مجتمع.

وأكَّد حمدان أنَّ نسبة الحوادث عند السائقين المؤهلين لا تكاد تذكر، مشدّدًا على الدراجات الغير قانونية والسائقين المخالفين، ودعا الشرطة لتكثيف جهودهم في ضبطها.

وناشد حمدان الأهالي بضرورة توعية أبنائهم ومنعهم من هذه الممارسات التي تهدِّد حياتهم وتعرض الغير للضرر، قائلًا: "نحن بأمس الحاجة لوقفة جادَّة من المجتمع والعقلاء لمنع الدراجات الغير قانونية التي تشكل مايقارب (45%) من الحوادث.

في حين أوضح الناطق باسم الشرطة لؤي ارزيقات، أنَّ الشرطة تكثّف جهودها لضبط المخالفات وحفظ الأمن والنظام، ويتم تحرير المخالفات للدراجات التي تخالف قوانين السير من حيث الترخيص والتأمين، وإجراءات السلامة.

وبيَّن ارزيقات لـ" النجاح" أنَّ ما يقارب (7000) حادثة سير وقعت من بداية العام، مسبِّبة م ايزيد عن (5100) إصابة.

خبر موت الشاب عميد مرعي وقع كالصاعقة على قلوب أهله وذويه وأصدقائه الذين فاضت دموعهم وصفحاتهم باكيةً زهرة شبابه، وغرقت كلماتهم وعزاؤهم بالحزن، إذ تبادلوا فيديو أعدوه خصيصًا للراحل باكرًا جدًا..

 

مواقف ومطالبات

ويطالب الكثيرون بحملة تهدف للضغط على ذوي القرار برفع السن القانوني للحاصلين على رخصة قيادة الدراجات النارية فوق (25) سنة، وفرض غرامات ماليّة عالية لمن يقود الدراجة النارية بدون رخصة، والحد من تلك المسروقة ومنع استئجارها.