عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - وفدٌ مصريٌ يلتقي القيادة في رام الله، وآخرٌ للقاء قادة حماس في غزة، ووفد فتحاوي وحمساوي في القاهرة، وكل هذه الوفود واللقاءت تتحدث عن المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الذي تعدَّى الحادي عشرة عاماً، منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة بالكامل منتصف عام 2007، فهل ستنجز القاهرة ملف المصالحة هذه المرة؟

ووسط ترقب المواطنين، واستياءهم من موقف حركة حماس الرافض لأي جهود باتمام المصالحة، عاد وأكد مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها، اليوم الثلاثاء، في مدينة رام الله برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، أن المساعي لتحقيق المصالحة لم ولن تتوقف، لافتا إلى أن القيادة الفلسطينية تجاوبت مع الجهود العربية والمصرية كافة في هذا الملف، وأتاحت الفرصة تلو الأخرى لإنهاء الانقسام.

وأشار إلى تحمّل الحكومة لمسؤولياتها، وتقديم نصف موازنتها لشعبنا في غزة، وذلك دون أن يتم تمكينها من تسلم جميع مهامها كاملةً وبشكل فعلي، والقيام بمسؤولياتها في قطاع غزة كما في الضفة الغربية، والالتزام بالسلطة الواحدة، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد.

وكان وفد من قيادة حركة فتح، قد وصل القاهرة أمس الاثنين يضم كلا من نائب رئيس الحركة محمود العالول، وعضوي اللجنة المركزية روحي فتوح وسمير الرفاعي، وعزام الاحمد، في حين وصل وفد حمساوي القاهرة أيضاً اليوم الثلاثاء يترأسه نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري وأعضاؤه موسى أبو مرزوق، وخليل الحية، وحسام بدران.

وفدان من حركتي فتح وحماس في القاهرة خصوصاً وأن العاصمة المصرية وجهت لكليهما دعوة، بالتزامن مع وجود وفد من قيادة الجبهة الشعبية، فهل ستبحث هذه الوفود عن المصالحة التي سئم منها الشعب الفلسطيني؟

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الدكتور جمال محيسن قال: إن وفد فتح الذي ذهب للقاهرة ليلتقي بقيادة الشعبية فقط، لإقناعهم حضور اجتماع المجلس الوطني".

وبحسب تصريحات محيسن لمراسل "النجاح" فإن حماس لا تريد مصالحة فلسطينية، خصوصاً أنها متمسكة بإدارة قطاع غزة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنها ردت على رسالة الرئيس محمود عباس بتسليم الحكومة كل شيء من غزة، من خلال تصريحات عضو مكتبها السياسي صلاح البردويل، وأضاف "رد حماس على رسائل الرئيس واضحة وكانت من خلال تصريحات البردويل الأخيرة، إذا هي متمسكة بالإنقسام، لأنها لا تريد تسليم قطاع غزة، ولا تريد للحكومة الفلسطينية أن تتسلم جميع مهامها في غزة".

وأشار عضو اللجنة المركزية لفتح إلى أن هناك اتصالات مع الجانب المصري فقط بخصوص إنهاء الانقسام، نافياً وجود أي اتصالات مع حركة حماس بهذا الخصوص.

وكان عضو المكتب السياسي لحماس، حسام بدران، علق عن المصالحة الفلسطينية في تغريدة له عبر "توتير" أن موقف حركته منها ثابت ولا يتغير، معرباً عن حرص حركته على تحقيق الوحدة الوطنية، وأنه منهج دائم عند الحركة، وقال: "المصالحة الفلسطينية، تعني تطبيق عملي لكل الاتفاقيات السابقة، خاصة في عام 2011 وما بعدها"، لافتاً إلى أن أهم عقبة أمام المصالحة الفلسطيني، تتمثل في عدم وجود قرار سياسي.

في ذات السياق، أكد الإعلامي المصري، أشرف أبو الهول نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية، أن مصر كثفت اتصالاتها وجهودها المرحلة الأخيرة، سواء مع السلطة الفلسطينية في رام الله أو مع حركة حماس في قطاع غزة.

وقال أبو الهول لـ"النجاح": إن مصر مؤمنة تمامًا بأن المصالحة الفلسطينية هي خط الدفاع الأول عن الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لمعالجة القضية الفلسطينية "قضية العرب المركزية".

وأشار الكاتب المصري إلى أن الجمهورية المصرية تعمل على كافة المستويات من أجل المضي قدماً في المصالحة وتحقيقها بشكل شامل وقطع الطريق على أي عدوان للإحتلال، وحل كامل وشامل للاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الـ 67 وعاصمتها القدس.

وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قال في افتتاح اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح"، يوم الأحد قبل الماضي، إن السلطة الفلسطينية تنتظر ردا من مصر بصفتها وسيطا للمصالحة الفلسطينية حول ما إذا كانت حركة حماس مستعدة لتسليم إدارة قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ 2007 للسلطة الفلسطينية، وأضاف، "تحدثنا مع الأخوة المصريين حول المصالحة، وقلنا لهم بكل وضوح، إما أن نستلم كل شيء، بمعنى أن تتمكن حكومتنا من استلام كل الملفات المتعلقة بإدارة قطاع غزة من الألف إلى الياء، الوزارات والدوائر والأمن والسلاح، وغيرها، وعند ذلك نتحمل المسؤولية كاملة، وإلا فلكل حادث حديث، وإذا رفضوا لن نكون مسؤولين عما يجري هناك", وتابع، "ننتظر الجواب من الأشقاء في مصر، وعندما يأتينا نتحدث ونتصرف على ضوء مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا".