خاص - النجاح الإخباري - في عالم الاحتلال، لا شيء يبدو غريباً، الأرض تُسرق، وتفاصيل المشهد اليومي لحياة الفلسطيني المتشبت بأرضه تفيض بألم وقهر وثقته عقود خلت، الذكرى تعود مصطحبة معها الألم ذاته المتكرر سنوياً.. الأرض فلسطينية والمتحكم بتفاصيل الحياة فيها لا علاقة له بالأرض وكل ما يملكه منطق الجبروت والقوة.

يصادف اليوم الجمعة  الثلاثين من آذار للعام 2018، الذكرى الـ42 "ليوم الأرض"، الذي جاء بعد هبة الجماهير العربية داخل أراضي 1948، معلنة صرخة احتجاجية ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها إسرائيل.

في كل يوم من هذا العام يحيي أبناء الشعب الفلسطيني هذه الذكرى الأليمة، فينظمون المسيرات والفعاليات احتجاجاً.. ولكن ما يزيد شرارة هذه الذكرى اليوم تفاقم المعاناة والانتهاكات المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، ليس فقط من دولة الاحتلال بل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجائر.

وقد اجمع المحللون السياسيون على أن فعاليات يوم الأرض هذه المرة ستكون بشكل اكبر من السابق، وقال المحلل جهاد حرب: "إن استفزاز الإدارة الأمريكية للشعب الفلسطيني بمسألة حيوية وجوهرية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المتعلق بمدينة القدس ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب لها، ووجود موقف دولي واضح وصريح بعدم قانونية هذا الإجراء، يشجع الفلسطينيين لمزيد من استخدام الوسائل النضالية الشعبية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي في ظل وجود مناسبة هامة".

وأضاف: "كما أن لهذه المناسبة أثر كبير في نضالات الشعب الفلسطيني للحفاظ على الأرض، وبالتالي ستساهم هذه المناسبة في توسيع المشاركة الشعبية بمواجهة الاحتلال وسياساته المتعلقة بالاستيطان والتي تستهدف الارض الفلسطينية بالاراضي المحتلة منذ عام 67، ما ينبئ بالمشاركة الواسعة خلال أحداث اليوم.

وأكد المحلل عبد المجيد سويلم، أنه وفي ظل هذه الظروف يكتسب يوم الارض اهمية فائقة، فهو يعبر عن تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وعن قراره بالدفاع عنها أمام كل من يحاول سرقتها أو الاستيلاء عليها ومصادرتها، او تهجير سكانها، وهو حافز للشعب كي يزيد ويصعد ويكثف من كفاحه الوطني دفاعاً عن الارض في يومها.

بدوره، قال المحلل أكرم عطالله: "ردة فعل الفلسطينين تأتي إثر ما يجري لهم من انتهاكات، وامتناع إسرائيل عن توفر الحلول الوسط للقضايا العالقة، ورداً على قرار ترامب باعلان القدس عاصمة اسرائيل؛ والذي رد عليه الفلسطينيون من طرفهم بأن "القدس عاصمة لنا والأرض لنا"".

وأشار إلى أن قرار ترامب يستفز الارداة الوطنية الفلسطينية، ولهذا ستكون ردة الفعل كثيفة هذه المرة.

وأوضح المحلل د. احمد رفيق عوض، أن الموقف الأمريكي وبعض الدول العربية، وانتهاكات الاحتلال المستمرة، كل ذلك راكم بركان من الغضب الفلسطيني، فاعلان ترامب، والتظاهر بالمفاوضات، والتضييق على الفلسطينيين، بالإضافة لسحب المساعدات ومحاولة قطع خدمات الأونروا، هذا كله سيؤثر على يوم الأرض.

ومن الجدير ذكره، أن أحداث هذا اليوم، تعود لعام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.