خاص - النجاح الإخباري -  أعلنت كتائب القسام الذراع العسكريّ لحركة حماس، عصر اليوم، عن إجراء مناورات دفاعية يوم غد الأحد تحت مسمى "مناورات الصمود والتحدي"، وأوضحت أنّ هذه المناورات مخطط لها مسبقا، فيما يرى مختصون في الشأن الإسرائيلي أن الهدف منها هو اعلان الكتائب استعدادها الكامل لأي مواجهة عسكرية مع الإحتلال، مستندين في رؤيتهم التحليلية إلى أن الإعلان عن المناورة جاء بعد أن أعلن الإحتلال انتهائه من أضخم مناورة عسكرية في جنوب فلسطين ىالمحتلة، بالمشاركة مع الجيش الأميركي، فهل تعتبر مناورة القسام ومسيرات العودة، بمثابة حرس انذار قبل قروع طبول الحرب على غزة ؟.

ورأى الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر أن المناورة التي أعلنت عنها كتائب القسام، تتزامن مع المناورات الأخيرة، التي أجراها الإحتلال، وأوضح أن كتائب القسام تشير لجاهزيتها واستعدادها للتصدي لأي عدوان قادم على غزة، مشيرًا إلى أن الميدان يزداد سخونة في ظل تأزم الأوضاع الإنسانية نتيجة الحصار الذي يفرضه الإحتلال منذ 12 عامًا، وانسداد الأفق السياسي، وعرقلة جهود المصالحة الوطنية.

وأشار أبو عامر إلى أن احد رجال موساد الإحتلال، ويدعى ميشكا بن ديفيد، أصدر قبل أيام كتاب أطلق عليه "القرش"، توقع فيه اندلاع حرب مع الفلسطينيين عقب محاولتهم، من خلال مسيرات جماهيرية واسعة، احتلال مدينة عسقلان، والوصول لمشارف أسدود.

فيما قلل الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي د. هشام أبو هاشم، من امكانية اندلاع حرب، مستندًا في تحليله على الظروف الإقليمية المحيطة، بعد التغيير الذي طرأ على معادلة الشروق الأوسط ودخول الدب الروسي كلاعب اساسي في المنطقة، والتي برز مؤخرًا بالرد السوري على قصف طيران الإحتلال لمواقع استراتيجية في سورية، واسقاط عدد من الطائرات الحربية التابعة للإحتلال.

وقال الكاتب الإسرائيلي الون بن دافيد، إن دولة الإحتلال على وشك دفع ثمن فشل المصالحة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس، مشيرا إلى أنه لا مفر من العودة إلى الواقع المحزن وهكذا هو الحال عندما لا يكون لأي طرف ما يخسره، وأضاف في مقال له نشر اليوم السبت في صحيفة معاريف العبرية: "الآن بعد أن بدأ مهرجان الهرج حول مهاجمة المفاعل في سوريا بدأ الأمر يتلاشى لا يوجد بديل سوى العودة إلى الواقع القاتم على الساحة الفلسطينية الأمر الذي قد يؤدي إلى تعكير الأعياد أمامنا من نهاية الأسبوع القادم ندخل في وضع لأول مرة منذ "حرب تموز 2014" هناك خطر حقيقي من مواجهة مع غزة".

وأكد أبو هاشم على أن أي تصعيد هذه المرة على أي طرف من أطراف محور المقاومة، ايران ستدفع الجميع إلى فتح ثلاث جبهات مع الإحتلال، الأولى في غزة، والثانية لبنان، والأخيرة في سورية، من أجل توسيع نطاق الحرب واضعاف اسرائيل عسكريًا، واهداء النتائج إلى حليفها الدب الروسي الذي يتهيأ إلى أن يحل في الشرق الأوسط مكان الولايات المتحدة الأميركية، التي تعاني من ضعف ادارتها الجديدة وقلة الخبرة التي يتمتع بها رئيسها، دونالد ترامب.

وأوضح في تحليل خاص لـ"النجاح"، أن الإحتلال يزعم أن الأمن الذي يعيشه وينعم به على الحدود مع قطاع غزة، لم يسبق له مثيل منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية، عدا عن ذلك تفجير موكب رئيس الوزراء، د. رامي الحمدالله، في قطاع غزة، وما أدت إليه النتائج من ترسيخ شرخ الإنقسام، واصفًا اياه بالوتر الذي تلعب عليه دولة الإحتلال، تمهيدًا لتمرير طرحها المستقبلي، باثامة دولة فلسطينية في غزة، وحكم ذاتي في الضفة الغربية المحتلة.

وأشار إلى أن تزامن مناورة القسام مع أضخم مناورة قام بها الإحتلال، في جنوب فلسطين المحتلة، تأتي في اطار الرسائل الداخلية أكثر منها خارجية، موضحًا أن الهدف منها اثبات وجود يؤكد ويعزز السيطرة الأمنية لحركة حماس في القطاع، ورسالة مفادها أيضًا أن عناصر القسام استطاعت من تطوير نفسها أضعاف المرات منذ أن خاضت أحداث الانقسام في منتصف عام 2007.

وأعلن الناطق باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، أن 4 فلسطينيين اجتازوا الجدار الحدودي جنوب قطاع غزة، وزعم أن الشبان الفلسطينيين حاولوا الإضرار بمعدات الحاجز الأرضي ضد الأنفاق، وأشار إلى أن عناصره اقتربت منهم، ما أدى إلى انسحابهم وعودتهم إلى قطاع غزة.

ونوه أبو هاشم إلى أن الإحتلال بات يخشى أن تجتاز مسيرات العودة التي تعد لها الفصائل الفلسطينية، الأسلاك الشائكة، وتعبر الحدود باتجاه المستوطنات والبلدات المحتلة، وصولا لمدينة عسقلان المحتلة، وأشار إلى أن التخوف الأكبر، من اقدام الإحتلال على استخدام القمع والعنف والقتل بدم بارد، الأمر الذي من المؤكد سيؤدي إلى سخونة الميدان، والتحول تلقائيًا إلى تصعيد ضده بالرد عبر اطلاق المزيد من الصواريخ، خاصة وأن عدد من الفصائل لازالت قابضة على الجمر، احترامًا لجهود الشقيقة مصر، في ابرام الهدنة مع الإحتلال، وينتظر فرصة قوية للتصعيد والرد.

وشدَّد على أن حماس ولا الفصائل يستطيعون الاستمرار في العيش تحت الحصار، ولفت غلى أنهم ينتظرون الفرصة من أجل التصعيد، لخوض غمار حرب جديدة من أجل إعادة تحسين شروط الهدنة التي أبرمت مع الإحتلال برعاية مصرية، عقب حرب تموز 2014.

وقال موقع يديعوت أحرونوت العبري إن الذراع العسكري لحركة حماس يعتزم إجراء مناورة عسكرية دفاعية في قطاع غزة غدا الأحد، وأشار الموقع إلى أن هذه المناورة تعد الأولى من نوعها والتي يعلن عنها القسام في ظل تصاعد وتيرة التدريبات والمناورات التي قامت بها قوات الإحتلال في الآونة الأخيرة، منها ما هو مشترك مع القوات الأمريكية، ومنها ما هو على مستوى ما تسمى بهيئة الأركان، والجبهة الداخلية، فيما رأت إذاعة قوات الإحتلال أن إعلان القسام عن مثل هذه المناورة يعتبر تطوراً  جديداً في تكتيكات القسام، ويبعث برسائل عدة  مفادها بأنه جاهز للمواجهة مع دولة الإحتلال.

يُشار إلى أ قوات الإحتلال أعلنت قبل يومين أنها أنهت مناورات وتمرينات عسكرية تُحاكي الحرب على الجبهتين الجنوبية والشمالية، والاستعداد للمواجهة في حال انهمرت الصواريخ على البلدات المحتلة وكيفية عملية اجلاء المستوطنين، وتوفير الحماية لهم.