وفاء ناهل - النجاح الإخباري - في إطار التصعيد المستمر من قبل الاحتلال، تجاه قطاع غزة، تساؤلات كثيرة، تطرح، وسيناريوهات متعددة تفرض نفسها على أرض الواقع.

الحرب على غزة مسألة وقت

المحلل السياسي والخبير في الشأن الاسرائيلي، طلال عوكل، أكد أن اعتداءات الاحتلال لا ولن تتوقف، وتكاد تكون يومية في البحر والبر من حيث التوغلات والقصف واطلاق النار، وموضوع الحرب مؤجل حالياً، وهذا التأجيل مرتبط بالأوضاع الإقليمية، والتطورات بسوريا والنوايا الأمريكية الإسرائيلية تجاه الأوضاع في سوريا وحزب الله وايران، وموضوع الحرب هو مسألة وقت لا أكثر".

وأضاف:" ما يقلق اسرائيل في هذه الفترة هو التحضيرات الفلسطينية، المتمثلة بمسيرات العودة الواسعة التي ستكون على حدود القطاع في الثلاثين من الشهر الجاري، حيث تخشى اسرائيل أن تتطور هذه المسيرات، التي يواجهها الاحتلال بالرصاص ويسقط الشهداء والجرحى وبالرغم من ان المسافة بعيدة بين الشباب وقوات الاحتلال الا انها لا تسمح بوصولهم للمشافي، ومع ذلك هي تخشى ان تتطور هذه المسيرات ويشارك فيها الالاف، اضافة لاقامة خيام ثابتة قريبة من الحدود وهذا ما يخيف اسرائيل".

وحول سياسة المد والجزر من قبل الاحتلال على قطاع غزة، يقول عوكل:" الرسالة التي تريد اسرائيل إيصالها،  انها في موقع الدفاع عن النفس وان المقاومة في ظل الحالة المأساوية الي يعيشها المواطنون في القطاع،  مؤهلة للإنفجار وهي تريد أن تمنع ان يكون الانفجار بوجهها وبالتالي تهيئ المجتمع الدولي انه عندما تبدأ ساعة الصفر هي ستكون ضحية وما تقوم به دفاع عن النفس وليس في موقع الذي يبادر الى العدوان".

وتابع خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": في ظل هذه الاوضاع تحاول امريكا ان تبتعد عن الحرب وأن تنهي السلاح ودور المقاومة دون حروب واعفاء اسرائيل منها، وهذا ما يفسر الحديث الذي يدور حول تقديم مساعدات لغزة لمنع الانفجار، والعنوان الصحيح لمؤتمر واشنطن هو" اقامة الدولة بغزة " بالتالي ما يتحدثون عنه من وجود ميناء ومطار هو ليس مجرد تخفيف معاناة، وهذا الفصل الثالث بعد اللاجئين والقدس من صفقة القرن "فرض دولة غزة"

وأضاف:" ما يقوم به الاحتلال ليس فقط تغطية لفشله،  مع انه لم يفشل بشكل كلي طالما القدس صودرت والمخططات مستمرة لتهويد القدس والاستيطان والسيطرة على الارض وفرض السيادة،  لكن هناك الأخطر والاهم فهي تحاول بالنيران التي تحيط بقطاع غزة، صرف الأنظار عن جرائمها بالضفة سواء بالاستيطان او التحضير لفرض السيادة على جزء كبير من الضفة او فيما يتعلق بالقدس".

باب الإحتمالات مفتوح

الخبير والمحلل العسكري، واسف عريقات قال:" باب الاحتمالات مفتوح ونحن امام قيادة اسرائيلية متطرفة حمقاء ارتكتب حماقات سابقاً، ويمكن أن ترتكب المزيد في الوقت الحالي، وهي قيادة مأزومة تصدر أزماتها عبر العمل العسكري والتهديد، لكن العمل العسكري اليوم غير مجدي لهذه القيادة والفاتورة التي ستدفع ستكون باهضة، لا أحد يستطيع أن يدفعها".

وأضاف:" لن يكون هناك عدوان واسع في الوقت الحالي فهو يحتاج لهدف وهذا الهدف السياسي غير موجود فالوضع القائم فلسطينياً بالنسبة لاسرائيل مقبول".

وتابع عريقات خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": اسرائيل تبحث عن حرب تؤدي لانتصار وهم يتحدثون ان الانتصار بعيد المنال،  ولن يكون هناك انتصار في ضل قوة الردع الاسرائيلية الغير مكتملة لأن هناك خلل في قوة الردع تحدثت عنها كل التقارير الاستخبارية الاسرائيلية والاستراتيجية من مؤتمر "الامن القومي" الاسرائيلي، وتمديد المناورات دليل على ضعف إسرائيل وأنهم بحاجة للأمريكان في أي حرب يمكن أن يخوضوها،  فالجبهة الاسرائيلية ستكون امامية وستتعرض للقصف من كافة الجبهات كما ان الجبهة الداخلية الاسرائيلية غير مهيئة فهي يمكن ان تتحكم بساعة الصفر، لكن مجريات الحرب من الصعب ان تتحكم بها".

وأضاف:"  باب الاحتمالات مفتوح لكن بالتفكير المنطقي والواقع العملي في اسرائيل الفاتورة عالية لأي عدوان قادم والخسائر كبيرة وهذه تقديرات اسرائيلية ومن الصعب على القيادة الاسرائيلية الحالية الضعيفة ان تأخذ هذه القرارت إلا اذا ارادت ان تصعيد لمجرد التصعيد وتصدرير الأزمات".

كما أن المعلومات تقول:" ان الامريكان أعطوا الضوء الاخضر لاسرائيل لتنفيذ ضربات محدودة لكنها احجمت لانها خافت ان يكون هناك سوء تقدير لهذه الحرب".