النجاح الإخباري - سجل قطاع غزة خلال اليومين الماضيين عدة أحداث مأساوية تضاف إلى سلسلة المآسي التي شهدها القطاع على مدار سنوات الانقسام، تمثلت في إقدام أربعة مواطنين على الانتحار ومقتل مواطن وحالة شجار أفقدت مواطن عينه.

ففي ساعات مساء اليوم، وصلت مستشفى دار الشفاء جثة فتى يبلغ من العمر 17 عاماً بعد أن أقدم على شنق نفسه في سلم المنزل، كما وصلت حالة شاب آخر في نفس العمر احتسى سم فئران رغبة في الانتحار وتم انقاذ حياته في اللحظات الأخيرة، فيما سجلت محافظة خانيونس إقدام فتاة على شرب كمية أدوية رغبة في الانتحار إلا أن الطواقم الطبية تمكنت من إنقاذها. بحسب مصادر أمنية لمراسل "النجاح الاخباري".

ويوم أمس، سجل مخيم جباليا إقدام فتاة على شنق نفسها في منزلها، وتم نقل جثمانها إلى مستشفى الأندونيسي شمال القطاع، كما سجل اليوم ذاته حالة قتل في حي التفاح بمدينة غزة، تمت من خلال استدراج شاب يعمل في شركة اليمامة لتوصيل الخدمات (ديلفري).

ولم تقف الحوادث على القتل والانتحار ومحاولات الانتحار، بل وصلت إلى مشاجرات مبكية مضحكة حيث نشبت مشاجرة بين سائقين على شيقل واحد، أسفرت عن فقئ عين أحد السائقين.

يشار إلى أن الأعوام الماضية سجلت عشرات حالات الانتحار، لدوافع اقتصادية صعبة ناتجة عن الظروف التي يعيشها القطاع المحاصر منذ أحد عشر عاماً هي عمر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.

وعانى القطاع خلال الفترة السابقة ظروفاً قاسية، أثقلت كاهل الغزيين جراء الضرائب الكبيرة التي كانت تفرضها حماس على التجار والتي دفع ثمنها المواطن.

ومع تفاهمات القاهرة التي تمت بين حركتي فتح وحماس في الثاني عشر من أكتوبر من العام الماضي في القاهرة، استبشر الغزيون خيراً بقرب تطبيق المصالحة على الأرض، لتبدأ الحكومة بتطبيق خططها الانعاشية للقطاع وإنقاذه من حالة الضياع الذي يعيشه إلا أن هذه الآمال بدأت تتبخر مع التعقيدات التي فرضتها حركة حماس أمام تمكين حكومة الوفاق الوطني ورفضها تسليم ما تجبيه حماس من الوزارات إلى وزارة المالية والتي تقدر بملايين الدولارات.

ومع أن رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمدالله، أعلن استيعاب الحكومة لـ 20 ألف موظف ممن عينتهم حركة حماس عقب سيطرتها على القطاع في طريق المصالحة شريطة تسليم الجباية وتمكين الحكومة في القطاع لكي تقوم بدورها، إلا أن حماس تتذرع بأنها مكنت الحكومة في الوقت الذي يجسد فيه الواقع عدم وجود فعلي للحكومة على الأرض في القطاع.

الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية أهم دوافع الانتحار

في السياق ذاته، أوضح أخصائي الطب النفسي د. خالد دحلان، أن هناك عدة عوامل تدفع الشخص إلى الانتحار وهي غالباً ما تكون عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث يكون الشخص المنتحر قد تأثر بأحد العوامل ووصل إلى حالة من الاكتئاب الشديد، وأصبح لديه نوع من الاحباط وعدم الثقة بالنفس، وصولاً إلى قناعة الشخص بأن عدمه أفضل من وجوده.

وأكد، أن الشخص الذي يراوده هكذا تفكير نتيجة عوامل الضغط التي يعيشها يبدأ في التفكير بالتخلص من الواقع بالاتجاه نحو الانتحار.

وأوضح أن ظاهرة الانتحار هي عادة غريبة على مجتمعنا الفلسطيني المسلم، داعيا المسؤولين إلى اليقظة من ارتفاع نسبة الظاهرة ومعالجة جذورها قبل فوات الأوان.

وكانت مؤسسات حقوقية حذرت في أوقات سابقة من تداعيات الانتحار في غزة ودعت إلى ضرورة التصدي لها في غزة من خلال تحسين ظروف الحياة الاقتصادية، إلا أن دعواتها وكل الاجتماعيين والنفسيين لم تلق آذاناً صاغية من قبل حركة حماس التي ترفض التخلي عن حكم القطاع، عملاً بشعار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني في الثاني من يونيو 2014 ، قائلاً في مهرجان لحماس:" غادرنا الحكومة ولن نغادر الحكم.