هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - سيناريوهات توجه الرئيس محمود عباس للسعودية ولقاء خادم الحرمين الشريفين تحمل في طياتها عدة احتمالات، خاصة بعد التحولات الدراماتيكية في المنطقة فكيف ستؤثر بشكل مباشر على القضية الفلسطينية؟، وهل ستشهد دفعة جديدة للسلام، وأين حماس من كل هذا الحراك الإقليمي؟.

وحول هذا رجح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة د. مخيمر أبو سعدة أن السعودية قد تكون منزعجة من زيارات حماس المتكررة لايران، والتي تعتبر العدو رقم 1 ضد الامن القومي في السعودية ومنطقة الخليج.

وأشار أبو سعدة، لـ"النجاح الاخباري" إلى أن الشهر الماضي شهد زيارتين من قيادة حماس في الخارج لايران برئاسة صالح العاروري من اجل تحسين وعودة العلاقات، والزيارة الثانية كانت لتعزية قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، بوفاة والدته.

وأوضح أن دعوة الرئيس للسعودية بهذه السرعة، له علاقة بالمصالحة، وزيارات حماس لايران، اضافة إلى ترتيبات العلاقات مع سوريا.

وأضاف أبو سعدة، أن الزيارة أيضا قد يكون لها علاقة بترتيبات عملية سلام بين اسرائيل وفلسطين، ولكنه احتمال ضعيف.

وأشار إلى أن زيارة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب جيسون غرينبلات ومستشار ترامب جاريد كوشنير الى السعودية ومصر المعلنة وغير المعلنة، للعمل على مشروع السلام وصفقة القرن.

حماس تبحث عن حلفاء

وأكد أن حماس  أخذت قرارا استراتيجيا تجاه المصالحة، موضحا أن الحركة  أصبحت معزولة اقليميا، وأضاف "من هذا المنطلق أرادت حماس فتح أبواب جديدة لحماية نفسها ومشروع المقاومة في فلسطين مع ايران وحزب الله كي يكون لديها حلفاء في المنطقة".

واختتم أبو سعدة حديثه مع "النجاح الاخباري" مؤكدا أن الأمور تتجه نحو تصعيد سياسي دولي في المرحلة القادمة.

ثلاثة سيناريوهات لزيارة الرئيس

بدوره رجح رئيس مجلس إدارة مرصد الاعلام في شمال افريقيا والشرق الأوسط، المحلل جهاد حرب بأن زيارة الرئيس محمود عباس للسعودية تحمل في طياتها ثلاث قضايا رئيسية، ومنها ما يتعلق بالتحركات الامريكية الأخيرة، وإمكانية طرح مبادرة لعودة المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل، ضمن إطار وتوجه اقليمي، مشيرا إلى أن هذا ما أفصحت عنه الإدارة الأمريكية سابقا.

وأضاف حرب، لـ"النجاح الاخباري" أنه لم تتضح المعالم والخطوط الرئيسية لعودة المفاوضات وعملية السلام، مشيرا إلى أن هذا يأتي ضمن التشاور الفلسطينيي السعودي بشكل رئيسي حتى تكون هذه القضايا ضمن تفاهم عربي، وما يقبله الفلسطينيون.

ونوه إلى أن الأمر الآخر يتعلق بالتطور الإقليمي، خاصة بعد اتخاذ السعودية اجراءات معلنة، فيما يتعلق بالصراع مع ايران، قائلا "أعتقد أن هناك طلبا سعوديا لاتخاذ موقف فلسطيني واضح فيما يتعلق بإيران والتحالفات الاقليمية الحالية.

وأوضح أن الأمر الثالث يتعلق بالعلاقات الفلسطينية السعودية، والتطورات الداخلية الفلسطينية المتمثلة بالمصالحة، والاليات المطلوبة لدعم عملية المصالحة، وكيفية التعامل مع الملفات المطروحة، داخل عملية المصالحة، وتوجهات حركة حماس القادمة حول الية التعامل مع التطورات الاقليمية.

واعتقد حرب، أن السعودية تطلب من الفلسطينيين وضوح المواقف بما يتعلق بالإقليم، وعملية انخراط حماس بالمصالحة لإنهاء الانقسام، وعلاقتها بإيران وحزب الله، خاصة بعد تفجر الموقف وتقديم رئيس وزراء الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من الرياض، مشيرا إلى أن الموقف حاليا متشنج فيما يتعلق بالأوضاع الاقليمية.

وفيما يتعلق بتأثير ذلك على المصالحة، قال حرب "نأمل أن لا يؤثر ما يحدث في المنطقة على المصالحة، والمطلوب من حماس أن تنظر بشكل واقعي وفقا للمصالح العليا للشعب الفلسطيني بالتعامل مع التحالفات الاقليمية".

احتواء الحركة

المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة د. حسام الدجني أكد لـ"النجاح الإخباري" أن زيارة الرئيس للسعودية ليست زيارة بروتوكولية طبيعية كونها لم يكن مرتب لها بالسابق، مشيرا إلى أنها تأتي بظل تعقيدات وتشابك في المشهد الاقليمي في المملكة العربية السعودية.

وأضاف أن الزيارة تحمل عدة سناريوهات فهي مرتبطة بمحاولة حشد السعودية بموقف معادي لايران وهذا الموقف مرتبط بحزب الله وموقع الرئيس محمود عباس مهم في المعادلة، في ظل المصالحة مع حماس، مرجحا أن السعودية تحاول احتواء الحركة ودفعها للابتعاد عن ايران.

ونوه الدجني، إلى أن هناك فلسطينيين ينتمون لحركة فتح مسلحين في المخيمات اللبنانية، وممكن أن يتم الدفع بهم في أي مواجهة محتملة، إضافة إلى  دور السعودية المهم في دعم الموقف المصري في المصالحة.

وقال "إن السعودية تتعامل مع مسألة عملية السلام من خلال استقطاب الموقف الأمريكي بشكل أكبر، كي تكون السعودية لاعب فاعل وبارز، وذلك من خلال الاستقرار وانهاء انقسام الفلسطيني وضخ اموال لمشاريع اقتصادية ما يقوض من دور ايران في الورقة الفلسطينية وهذا ما تبحث عنه المملكة.

وأوضح أن بعد عودة الرئيس ستتضح حقيقة المطالب وأي من السيناريوهات الاكثر ترجيحا مع المصالحة، واحتمالية رفع العقوبات على غزة.

ورجح الدجني، أن يكون سيناريو احتواء حماس هو الأبرز، مشيرا إلى أنه لا يمكن حسم ما سيحدث في المملكة.

وفيما يتعلق بدور حماس في ظل هذا الحراك الاقليمي، أشار الدجني إلى أنها الجزء الاكبر في الموضوع، خاصة بعد زيارتها لطهران مؤخرا، والتي اعتبرت مستفزة بشكل كبير للملكة، التي تخشى من أن هذا يمنح قوة وفاعلية للتاثير في المنطقة وورقة القضية الفلسطينية على وجه التحديد.

وأشار إلى أن اقتراب حماس من طهران، يخدم السياسة الايرانية، وقد يخدم حماس التي ذهبت لللملكة ولم تلق حاضنة بعد موقفها.

وأوضح أن هذا قد يؤثر على المصالحة سلبا او ايجابا، بحيث يتوقف هذا على طبيعة قراءة السعودية للمشهد.

يذكر أن  الرئيس محمود عباس، اجتمع في الرياض أمس، مع خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأطلع الرئيس عباس، خادم الحرمين على آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والجهود الأميركية المبذولة لتحريك عملية السلام، كما وضعه في صورة تطورات المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام.