مصطفى الدحدوح - النجاح الإخباري - على غير العادة تتوفر فاكهة البطيخ الصيفية في أسواق قطاع غزة منذ بداية شهر يوليو بكميات وفيرة، رغم أنَّ موعد نضجهما لم يحن بعد، والمتعارف علية بداية عرضه بالسوق مع نهاية يوليو.

فقد أسهمت زراعة فاكهة الصيف مبكرًا في الإقبال عليها بشكل أكبر، وذلك باستخدام تقنيات زراعية حديثة، خاصة الدفيئات والري بالتنقيط، ليساهم في سرعة نضوج الثمار وتصل للسوق بكميات وفيرة رغم أنَّ أسعارها ما زالت مرتفعة حتى اللحظة.

والمتعارف عليه، أنَّ مزارع البطيخ تنشتر بشكل أساسي شرق محافظة خان يونس، وفي مناطق المحررات جنوب غربي قطاع غزة وشرق بيت لاهيا شمال القطاع، ليبدع المزارعون في زراعته، واكتساب خبرات كبيرة في هذا المجال، ما حقَّق حالة من الإكتفاء الذاتي فيهما على مدار السنوات الماضية.
ويقول المزارع إبراهيم النجار، أحد العاملين في مزارع البطيخ شرق محافظة خان يونس: إنَّ زراعة البطيخ والشمام في قطاع غزة من الزراعات الواعدة، ويشهد شهرا أيار وحزيران ذروة الموسم خاصة البطيخ، وتغزو الثمار الناضجة الأسواق بكميات كبيرة.

ونوَّه النجار لـ"النجاح الإخباري"، إلى أنَّ التربة في غزة صالحة وجيدة لزراعة البطيخ، نافيًا ما يشاع حول استخدام مبيدات سامة في الزراعة، مؤكّداً أنَّ المزارع مراقبة من قبل الجهات المعنية.

وأشار إلى أنَّه وغيره من المزارعين قلقون من احتمال ضعف تسويق البطيخ هذا العام، إما بسبب ارتفاع أسعاره كون الموسم ما زال في بدايته، أو بسبب شائعات غير صحيحة حول احتواء الثمار على أدوية، ومبيدات زراعية، تسرع في نضجه، وتجعله ضاراً على الصحة.

ويقول البائع يوسف الدهشان لـ"النجاح الإخباري": إنَّ كميات البطيخ المعروضة بالأسواق متواجدة بكميات كبيرة وتباع على الأرصفة بشيكل واحد أو أقل.

وأكَّد على أنَّ البطيخ من الفواكه الشعبية التي تقبل عليها كل العائلات، وهناك باعة متخصصون به، وثمَّة مزارع معروفة للباعة بجودة إنتاجها، ومذاق البطيخ المميز فيها

و أفاد رئيس قسم الخضار بالإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة غزة حسام أبو سعدة بأنَّ أربعة إلى خمسة ألاف دونم تمَّ زراعتها هذا العام في قطاع غزة بمحصول البطيخ على أن تُنتج ما يقارب (30ألف طن)، وهو ما يشكل اكتفاء ذاتي ويغطي حاجة القطاع وزيادة.
وأشاد أبو سعدة بأنَّ الكمية المذكورة من إنتاج البطيخ يمثِّل قصة نجاح للمزارع وووزارة الزراعة بغزة على حد سواء، حيث كنا نستورد البطيخ قبل سنوات فأصبحنا اليوم نُنتج ما يحتاج القطاع محليًّا ويغطي حاجة السوق، وأصبحت الأموال التي تصدر للشراء تدار ويُستفاد منها في داخل القطاع، ولن يتم استيراد بطيخ إلى قطاع غزة للعام السادس على التوالي علمًا أنَّ المحصول كان يزرع على مساحة ما يقارب ألفي دونم سابقًا.
ومع نجاح موسم البطيخ أكَّد أبو سعدة، على أنَّ كميات البطيخ الموجودة في السوق هي منتج وطني بجودة عالية وخالية من أي مواد كيماوية أو سموم، ويتم الحصول على بذور لزراعة المحاصيل من الخارج و تحمل تلك البذور مواصفات عالمية ممتازة.

وأشار أبو سعدة إلى أنَّ السبب في نزول البطيخ مبكراً هو زراعته في شهري ديسمبر ويناير ما يسهم في نضوجه ونزوله إلى الأسواق بشكل مبكر، مبيّنًا أنَّ شهر مارس تبدأ فيه زراعة مرحلة ثانية من البطيخ لينضج في فصل الصيف.

وأوضح أبو سعدة، أنَّ السياسة التي تتبعها الزراعة في غزة بإحلال الواردات وزيادة المساحات الخضراء داخل قطاع غزة، ما شجَّع المزارعين على زراعة البطيخ بكميات كبيرة؛ حيث كان البطيخ يستورد من داخل الخط الأخضر وتمَّ منعه من قبلها.

وبيَّن أبو سعدة أنَّ الإنتاج لهذا العام أقل من العام الماضي؛ بسبب تنوع الإنتاج من عام لآخر وتقلبات المناخ، موضحاً أنَّ متوسط الإنتاج لمزرعته هذا العام وصلت إلى (7طن)، وذلك على غرار العام الماضي فقد أنتجت حوالي (9طن).

وحفاظاً على نجاح المنتج في الأسواق المحليّة طالب الزراعة في غزة بالسعي للاستثمار في الأسواق خارج القطاع في ظلِّ استمرار إغلاق المعابر التجارية.