آلاء البرعي - النجاح الإخباري - بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظات غزة أكثر من 43 ألف شخص، أي ما نسبته 2,4% من إجمالي عدد السكان وفقا لتقرير صادر الإغاثة الطبية والجمعية الوطنية لتأهيل المعاقين في 20حزيران/ديسمبر 2015، هذا ما خلفته جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ويشكل الحصار الإسرائيلي المشدد منذ سنوات على القطاع أحد أبرز مسببات الإعاقة في صفوف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، وتزايد ارتفاع معدلات الإصابة بفقر الدم بين الأطفال في قطاع غزة إلى ما يزيد عن 50%.

والعدد الهائل لذوي الإعاقة في قطاع غزة دفع طالبات من مدرسة " سكينة بنت الحسين " الثانويّة للبنات وسط قطاع غزة، إلى ابتكار البيت الذكي بتصميم مطابق لمواصفات الراحة والرفاهية التامة لمساعدة كبار السن وذوي الإعاقة في استخدام الأجهزة الكهربائيّة، استناداً إلى تطبيقات الهواتف الذكيّة والحواسيب اللوحيّة ذات التقنيات العاليّة.

ويحتوي المنزل على أجهزة تحكّم متطورة وشاشات لمسيّة ثابتة بالحائط أو متحركة، بالإضافة إلى أزرار تحكّم قابلة للبرمجة، والتي يمكن من خلالها التحكُّم ومراقبة جميع الأجهزة الموجودة بالمنزل، مثل الإضاءة والستائر الكهربائيّة.

خفض التكاليف

وتقوم فكرة المشروع الذي أطلقن عليه اسم "البيت الذكي Smart Home" على إدارة معظم أدوات المنزل عبر استخدام تقنيّة البلوتوث التي توّفرها الأجهزة الذكيّة، بحسب مرح أبو مصبّح إحدى المشاركات بالمشروع، وتسهم أيضاً في خفض تكاليف استهلاك الطاقة والحفاظ على البيئة، فتقوم بعض الأنظمة المُشابهة مثلاً بإقفال الإضاءة بمجرد مغادرة آخر فرد للمنزل.

"قوبلت فكرة المشروع بالاحتضان الفوري من إحدى المؤسسات الراعيّة، نظراً لتميُّزه عن المشاريع الأخرى التي تم طرحها" هذا ما قالته المُشرفة على مشروع "البيت الذكي" فداء الشريف، وتابعت بقولها:" فكرة التطبيق تتمحور في وصل جميع الأجهزة الإلكترونيّة في المنزل بشبكة مكونة من الهاتف الذكي، وترتبط فيما بينها بتقنية "بلوتوث".

وبحسب الشريف فإنه يتم التحكم بهذه بالأجهزة الكهربائيّة عبر جهاز جامع لها، ويتمكن التطبيق المُثبت على الجهاز المحمول من الوصول إلى جميع الأجهزة الموصولة في الشبكة، والمثبت عليها البرنامج المستخدم لتفعيل التقنيّة، وبالتالي يتمكن المستخدم من نقل الملفات أو تدفقها على الجهاز مباشرةً.

تحكُم دونَ حركة

وبالعودة إلى أبو مصبّح للحديث عن عمل التطبيق أردفت بقولها: "يقوم المستخدم بإعداد البرنامج بسهولة تامة، مما يساهم بشكل مباشر في إمكانّية التحكم في الدوائر الكهربائيّة كاملة، وإضاءة المنزل عن بعد دون الحاجة للحركة الزائدة أو المُتعبة والتي تكون بطيئة بالعادة لكبار السن وذوي الإعاقة، وهذا الهدف الأساسي للفكرة".

لا يحتاج التطبيق بحسب أبو مصبّح لوجود شبكة إنترنت أو تطبيقات أخرى مُعقدة، فالتطبيق يُسّهل  معرفة مقدار الطاقة المستهلكة من طرف الأجهزة الموصولة به، ليكون أداة عمليّة لكل منزل من شأنه زيادة الوعي لترشيد استهلاك الطاقة، في ظل ما يعانيه القطاع من أزمة كهرباء.

الجدير ذكره أن قطاع غزة يعاني من أزمة كهرباء شديدة، وتعود جذورها لعام 2006، حينما قصفت الطائرات الإسرائيلية محطة التوليد الوحيدة في القطاع، فيما تفاقمت الأزمة مع زيادة عدد السكان والمنشآت خلال السنوات الماضيّة، حيث باتت أقصى مدة يُمكن أن توصل فيها الكهرباء للمواطنين بشكلٍ متتالٍ لا تتجاوز الثماني ساعات يومياً في أفضل الأحوال.