فداء علي حلس - النجاح الإخباري - الإنسان الجميل يلفت الإنتباه منذ الوهلة الأولى، ولكن عندما يجتمع الجمال الالهي مع الذكاء الفطري ليس منا الا أن نتأمله بصمت، ليكتمل شكلا ومضمونا، وهو النموذج اللافت للأنظار نافعا لنفسه وأسرته ووطنه.

قدرات ومواهب أنعم الله بها على طفلة جميلة بإبتسامتها وإرادتها وعقلها، "يمنى موفق حميد" من غزة، طالبة في الصف السادس متفوقة في دراستها والأولى بصفها المدرسي كل عام، تمتلك قدرة وذكاء يختلف عن الآخرين ما جعلها محط اهتمام كبير.

ولابد أن العائلة تلعب الدور الأكبر في حياة أي شخص، خاصة عندما تكون متفهمة ومدركة لموهبة ذويها، يمنى حظيت بإهتمام اسرتها حتى ساندتها ووقفت بجانبها ماديآ ومعنويآ، تخطت جميع المراحل الأساسية التي طورت من موهبتها، من تشجيع وتدريب وممارسة  حتى أصبحت موهبة فلسطينية عربية تستحق التقدير.

وهذا ما يؤكده موفق حميد والد يمنى، ويقول لـ"النجاح الاخباري": "يمنى منذ صغرها تتميز عن الأخرين، كنا نتعامل معها كطفلة كبيرة،  تمتلك قدرات خارقة وذكاء غير طبيعي، الجميع كان يستغرب من فطنتها وبلاغتها في الحديث، حتى أنا كنت أستغرب من مدى ذكائها، ما جعلني أتابع خطواتها أولا بأول لأطور من قدراتها أكثر خاصة في المسائل الحسابية والرياضيات."

وأضاف حميد: "عندما سمعت عن برنامج حساب الذكاء العقلي الذي ينمي القدرات العقلية وتعزيز الثقة بالتفس،  قمت بتسجيلها في هذا البرنامج الذي يعتمد على استخدام "ذراعي الأباكس" التعليمية، من خلال استخدام كل من اليدين اليمنى واليسرى للحساب الذهني  في ذات الوقت"، ويتابع :"من أول فصل أثبتت نفسها وحصلت على المركز الأول في الحساب الذهني، وكانت تتفوق على زميلاتها بعدة مسابقات شاركت طفلتي فيها".

وعبر حميد عن فخره بابنته يمنى قائلا: "المركز كان يأخذها كنموذج للطلاب الأوائل في المدارس والجامعات، وهذا بحد ذاته عزز من ثقتها بنفسها وساعدها على إكمال الطريق بشكل جيد".

وعن انجازتها يقول حميد:" قبل ثلاثة شهور دخلت يمنى في مسابقة حساب الذكاء العقلي على مستوى فلسطين، وحصلت على المركز الاول، وهي مرشحة بأن تنافس بإسم فلسطين في المغرب العربي على مستوى الوطن العربي".

كما أنها شاركت في مسابقتين أنشأها المركز وحصلت على المركز الأول.

بدورها تقول الطفلة يمنى مؤيدة لكلام والدها: "شاركت في المركز بسبب تشجيع والداي، ووصلت الى المستوى العاشر في البرنامج الذي يتكون من 11 مستوى، ويبدأ بالتدريج من السهل إلى الاصعب"،.

وتضيف يمنى بحماس "لم يقف المركز أمام دراستي بل كل عام أحصل على المرتبة الأولى وأتفوق، وأحلم دائما بأن أصبح طبيبة وأرفع علم فلسطين في كل العالم".

ووجهت يمنى  تحية الى مدرسيها الذين كان لهم دورآ كبيرآ في تشجيعها وتطويرها بشكل أفضل.

ورغم الحصار الذي يفرضه الإحتلال على قطاع غزة، ويحاول بشتى الطرق تدمير المواهب والفن والجمال والأدب، إلا أن إرادة يمنى اقوى من أي عائق، لإيصال رسالتها بأن التحدي عنوانها، ورفع راية البلاد غايتها، وتوثيق هوايتها وقدراتها لتكمل ما بدأت فيه قرارها الذي لا يحمل إلا الجدية المفعمة بالأمل.

يمنى فراشة العلم وعصفورة الذكاء، وصبر لا ينهزم رغم الأوضاع التي يشهدها القطاع، موهبة فلسطينية تستحق الإهتمام وسقيها بالأمل، لتبعث روح العلم في كل مكان، ويمنى بدأت دراستها بكل حب فكانت النموذج المشرف، وأثبتت نفسها منذ أن حطت قدمها في المكان، اجتهدت لتقول للعالم كله أن فلسطين من تحت أنقاض الحجارة تولد المواهب والإرادة.

يذكر أن الحساب العقلي صورة حديثة لفن الرياضيات الذهنية القديم، مفهوماً فريداً ثبت صحته عالمياً كأداة تعليمية فعالة تساعد الملايين من الأطفال على تنمية ذكائهم بمرحلة مبكرة وتساعدهم على التغلب على خوفهم من الرياضيات، ويصبح طلاب برنامج حساب الذكاء العقلي هم الأكثر قدرة على التغلب على ضغط الامتحانات والتميز في جميع المواد بالتسلح بالذاكرة القوية، والتركيز، والفهم، والاستيعاب، وسرعة البديهة، والإبداع والثقة بالنفس.