محمد السكني - النجاح الإخباري - يعاني قطاع غزة من أوضاع اقتصادية صعبة، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 11 عاماً، والذي أدى إلى العديد من المشاكل الاجتماعية التي تحصل في البيت الواحد بين الزوجين التي توصلهم إلى طلاق، ويتطلب لحل تلك المشاكل وجود أطراف أخرى للمساعدة في حل المشاكل بين المتزوجين.

فكانت "المختارة" موضع الحلول للمشاكل بين المتزوجين، وأصبحت المرأة تلعب دورا هاما وجديدا في العمل الإصلاحي في المجتمع وواجهةً داعمة لرجل ولا يمكن الاستغناء عنها، لتحطم احتكار الرجل على عمل المخترة في قطاع غزة.

ويجهل أبناء المجتمع في قطاع غزة مصطلح "مختارة" الذي يتراود حديثاً على ألسنة بعض أفراد المجتمع ومنهم من يتضجر ومنهم من يتفاجئ ويسخر من لقب مختارة الذي يطلق على عدد من النساء في قطاع غزة.

الأعمال المقدمة للمجتمع

وقالت المختارة رضى حسونة لمراسل "النجاح الإخباري" أنها تعمل على إصلاح وتطوير قدرات ومهارات مجال الإصلاح الاجتماعي، وعلى نشر ثقافة السلم الأهلي وحل المشاكل الأسرية واللحمة الاجتماعية وتقريب وجهات النظر، وتقوم بحل مشاكل المرأة وكل ما يخصها، والجميع يعلم أن المرأة للمرأة أقرب من الرجل للمرأة، وتساعد النساء المطلقات التي يعانين من مشاكل رؤية أبنائهم، وأضع الحلول للمشاكل بين الزوجين عند وجود خلافات قبل أن تصل إلي المحاكم والشرطة".

وأضافت" أخذنا من ثماني إلي عشر دورات تخص مجال العمل بالمخترة وفي مجال الميراث و حقوق الإنسان، ونقدم المساعدة للرجال ونحل بعض المشاكل التي تعرض علينا، وليس فقط النساء حيث ساعدنا في حل العديد من المشاكل بين المتزوجين من الرجال والنساء، وأثبتنا جدارتنا على أرض الواقع، وأول ما عملنا في مجال المخترة منذ خمس سنوات أثبتنا أنه يحق للمرأة العمل في مجال المخترة التي كان حقها مهضوم من العمل في هذا المجال" .

وأكدت حسونة إن أفراد المجتمع وثقوا بهم وهم الذين جعلوهم كمخاتير عليهم بالمجتمع، حيث وجدوا أن المشاكل تحل بطريقة السرية التامة وبعيداً عن الفضائح وأعين الناس، والناس متمسكون بنا جداً ونحن لانفرط بالعمل في مجال المخترة أبداً".

المشاكل والصعوبات

وأضافت "نواجه العديد من المشاكل من قبل المخاتير حيث كان الموقف صعب علينا، لكن أثبتنا جدارتنا على أرض الواقع، وأصبح المخاتير والشرطة يرسلون إلينا العديد من الحالات والمشاكل لتعامل معها، واستطعنا الوقوف مع الرجل على نفس المستوي الذي يعمل به الرجال كمختار ، لكن في بعض المشاكل نحتاج لمساعدة المخاتير لتعاون لحل مشكلة ما، لأن وجود الرجل في هذه القضية ضروري وإذا وصلنا إلي طريق مسدود في حل المشكلة نستعين بالشرطة والمحكمة حسب موافقة الطرفين.

ويبلغ عدد المختارات الفاعلات في العمل في قطاع غزة 5 مختارات من أصل 100مختارة، منهن من ورثن مهنة المخترة أو الإصلاح الاجتماعيّ عن آبائهنّ وأجدادهنّ، ومنهنّ من امتلكن الحكمة والحنكة بالفطرة، ليكنّ جميعاً بعد عدة تدريبات ، جزءاً من لجان الإصلاح الاجتماعيّة التي يلجأ إليها المواطنون بغزة .

بينما يبلغ عدد مخاتير العائلات الرجال في القطاع، حوالي 777 مختاراً متخصّصين في مجال الإصلاح، وتقديم التسهيلات لمساعدة الجهّات الحكوميّة في تنفيذ أعمالها.

الانقسام الفلسطيني

وبينت المختارة سمية الحنفي التي تعمل في مجال المخترة منذ خمس سنوات في جمعية الوفاق في رفح" أن الإنقسام الفلسطيني هو السبب الرئيسي لحدوث مشاكل كثيرة بين العائلات، وليس الإنقسام فقط هو السبب في حدوث المشاكل أنما الحروب ونسبة الفقر والبطالة والحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ تسع سنوات، وبعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة كثرت مشاكل النساء وتشتت الأسر وترمل الرجال والنساء وتشتت الأطفال، و المشاكل الموجودة في أماكن الأيواء وقضية راتب الشهيد من سيأخذه ومشاكل كثيرة كانت تعرض علينا بعد الحرب الأخيرة ".

رسالة للمخاتير

ووجهت المختارة الحنفي رسالة لكل مختار" أن يقوم بحل المشاكل بسرية تامة وعدم قذف المحصنات، وطالبت العديد من الجمعيات تقديم دورات وورشات عمل في المخترة والتوعية للنساء وحقوق المرأة، وكذلك نحن محتاجون لمزيد من المختارات لحل المشاكل التي تواجهها المرأة الفلسطينية، ونحن مستعدون كمختارات لتقديم دورات وورشات عمل لنساء ليصبحوا مختارات وبالوساطة والتحكيم".

وأردفت قائلةً " لا نحل المشكلة بشكل عشوائي وبسذاجتنا وعواطفنا لأننا نعمل حسب القانون وضوابط نلتزم بها، و أشعر بالسعادة عندما يتصل علينا المخاتير ويقولون يوجد مشكلة نريد منكم أن تحلوها ولسنا قادرين على حلها ،نشعر بالسعادة في تفوقنا على المخاتير في حل المشاكل ".

وأصبحت المرأة قادرة على العمل كمختارة وفاعلة بالمجتمع في قطاع غزة وبسهولة وذلك من خلال أخذ العديد من الدورات في القانون والشرع وحقوق الإنسان والمصالحة المجتمعية ، ويعد عمل المرأة في المخترة تقدم كبير في إعطاء المرأة حقوقها وجعل لها امتيازات عديدة في مجال العمل النسائي.