مها علي أبوطبيخ - النجاح الإخباري - إعتدنا على مشاهدة المسلسل الكرتوني سلاحف النينجا على القنوات التلفزيونية الخاصة بالأطفال، وأدمنّا متابعتهم، وعشقنا بطولاتهم، وحفظنا حركاتهم، أما اليوم ظهر فريق النينجا الحقيقي على البقعة المحاصرة من ذلك الوطن الجريح.

في غزة؛ تخرج المواهب بكثافة، لتسابق بها الزمن، وتحلق في سماء الإبداع، فيخرج لنا جيل قادر على إثبات وجوده رغم ضيق المكان والإمكانيات.

تقنية اللعبة

قال مدرب فريق ابطال النينجا أحمد شعبان سمور (22 عام) للنجاح الإخباري: "نمارس رياضة قتالية تشمل العديد من الأسس والقواعد الخاصة بالفنون القتالية بالسلاح الأبيض، والأسلحة الحادة، والسيف والعصى، ويمكننا السير على الأسطح والجدران والزجاج، وأداء تدريبات خطره، وترجع هذه الرياضة للأصول اليابانية قديماً".

وأضاف سمور أن تعلم هذه الرياضة جاء من خلال متابعة المسلسل الكرتوني سلاحف النينجا، وتتبع خطواتهم القتالية في الهجوم وطريقة الدفاع عن النفس، كما أن الفريق بدأ بممارسة هذه الرياضة منذ تسع سنوات، عن طريق المتابعة المستمرة لقنوات اليوتيوب الخاصة بالنينجا.

معايير وأداء

أوضح سمور أنه تم إختيار فريقه تبعاً لمعايير معينة أهمها اللياقة البدنية وسرعة البديهة، وأضاف، أن عددهم يزيد عن الـ 30 شخص، مقسمين إلى مبتدئ ومتقدم، يرجع ذلك لسنوات الخبرة التي قضاها الشخص في الفريق، كما يحتوي الفريق على أطفال أيضا.

عبر سمور عن فرحته عند تقديمهم لعرض أمام الجمهور، وقال: "كان إقبال الناس على مشاهدتنا كبير جدا، وكانت ردة فعلهم رائعة وأصابهم الإندهاش مما نقدمه من فنون قتالية".

تحديات واقع

واجه سمور العديد من المصاعب هو وفريقه أهمها، عدم توفر الإمكانيات الخاصة برياضتهم، وصعوبة الحصول على المعدات المتعلقة بهم، بالإضافة إلى إنعدام أندية خاصة في هذه الرياضة، وعدم وجود مكان خاص بهم يتيح لهم الإستمرار في التدريب والتمارين، ويعتمدون في ذلك على بيوتهم أو شوارعهم لتدريب أنفسهم على العروض التي يقدمونها.

ووأضاف سمور أن أغلب التدريبات تتم على أنقاض البيوت المدمرة، جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وفي المناطق التي يكسوها الدمار والحطام.

حصاد الجهد

وعلى صعيد الإنجازات فيقول سمور: "حققنا عروض ضخمة جدا شاركت في مشروع تبادل خبرات في الخارج، وكان ذلك في جمهورية مصر العربية".

ويحاول سمور الرقي بفريقه ليصل إلى أعلى المراتب، وأن يصل به إلى العالمية.

تجربة أعضاء

قال أحمد مقداد أحد أعضاء الفريق (٢٠ عاما) للنجاح الإخباري: "التحقت بفريق النينجا لروعة هذه الرياضة وما يميز الفريق هو أنه يتسم بروح الفريق الواحد، كما أضافت لي هذه الرياضة القوة والشجاعة والتحمل، وفرصة تعلم الدفاع عن النفس".

وأوضح مقداد، أن رياضة النينجا تشمل كل الرياضات القتالية بما فيها الاستعراضية بإختلاف الرياضات الأخرى التي تعتمد على الاستعراض فقط، لإن النينجا تعتمد على الأسلحة البيضاء الحقيقية بما فيها السيف.

وأكد مقداد على أهمية هذه الرياضة بالنسبة للشعب الفلسطيني لأنه شعب الجبارين، وأن عدوه لا يعرف سوى لغة القتال، فيجب على الجميع تشجيعها لأنها تهتم بالجانب القتالي أكثر.

ومن جانب آخر قال الطفل مؤمن أبو ناصر (٩ اعوام) وهو أصغر عضو في فريق النينجا: "إنني مولع بالمسلسل الكرتوني سلاحف النينجا، فقمت بالالتحاق بفريق النينجا ومما سهل عليّ ذلك التحاق أخي محمد الذي يكبرني سناً بالفريق، فأصبحنا أنا وأخي نقدم العروض الاستعراضية المحترفة سوياً، ونتبارز بالسيف".

وأشار مؤمن إلى أن أهله هم الدافع الأول لتطوير مهاراته القتالية في النينجا، ويطمح ليكون لاعباً مشهوراً في النينجا على مستوى العالم رغم صغر سنه.