أحمد الشنباري - النجاح الإخباري - كثيرًا من الشباب يفضلون الزواج على الطريقة التقليدية في قطاع غزة، كونهم أقل حظا في الوقوع بالحب، وربما الاقتناع بالفكرة ذاتها سببًا في ذلك، لكن تبقى مهمة اختيار شريكة الحياة أمرًا صعبًا وقد تستمر لأيام وشهور وتتعدى أحيانًا سنة كاملة.

بين شابٍّ يحلم بفتاة ذات مواصفات جميلة وبين أم تركزُ نظراتها في صالة الافراح باحثة عن فتاة ما، تضيع كل الآمال في أول مشوار تدق فيه الأبواب.

وتقع الفتاة عند خطبتها في مواقف محرجة وأحيانا مستفزة وغير متوقعة، عندما تتطلب والدة العريس من الفتاة المشي أمامها أو النطق بكلمات فيها حرفي الراء والسين أو الكشف عن أجزاء من جسدها.

وعلى ضوء ذلك نحاول الوقوف على رأي الفتيات في غزة حول هذه التصرفات وتقول الشابة "إيمان" لـ:"النجاح الإخباري" "أرفض هذه التصرفات بشدَّة واعتبرها تدخلًا في الخصوصيات، ولا يجوز أن تستجوبني والدة العريس أو إحدى قريباته بهذه الطريقة، في الوقت الذي يمكنها معرفة ذلك من خلال سؤال أشخاص قريبين مني".

أمَّا الشابة "رولا عاهد" تؤكِّد على أنَّها لا تعارض الفكرة ولكن تبقى طبيعة السؤال هي من تحدد ردة فعلها، وقد تُستفز وتتعرض للإحراج من طريقة الطرح فقط.

أما الفتاة "سناء" طالبة اللغة الإنجليزية تقول لـ"النجاح الاخباري": "في حال طلبت والدة العريس أن ترى أجزاء من جسدي، سأرفض وقد أطردها، نظرًا إلى أنَّ هذا يعني عدم الثقة والتي قد تسبب لي مشاكل مستقبلية، إذا قبلت".

كانت إحدى الفتيات أكثر جرأة في الحديث عندما سألها مراسنا عن الخطبة، قائلة: "طلبت مني حماتي أن أكشف عن كتفي وقدماي أثناء الخطوبة وفعلت ذلك نظرًا إلى أنَّ والدتي طلبت ذات الطلب عندما خطبت لأخي".

وفي السياق ذاته، سأل مراسل "النجاح الإخباري" عينة عشوائية من النساء عن هذه التصرفات، وقالت السيدة "أم أحمد": "ابحث دائما عن فتاة جميلة زوجة لإبني ومن حقي أن أبحث عن أدق التفاصيل تجنبًا للمشاكل المستقبلية، وهناك احتماليَّة أن تكون الفتاة مصابة بحروق ولن يتم الكشف عنها الا بعد الزواج ما يخلق مشاكل عديدة".

وتابعت: "لا أكتفي بالسؤال عن الحروق أو غيرها لأنَّ الفتاة قد لا تجيب أو تكذب، أو تتعرض وهذا ما حصل مع شقيقتي وزوجة ابنها".

من جهتها قالت سيِّدة أربعينية تعمل في إحدى المؤسسات، "لا أمانع ذلك عندما يطلب مني ابنتي طالما لا يخالف الشرع والتوافق أفضل من أي مشكلة مستقبلية".

بدورها قالت الأخصائية النفسية والاجتماعية "إسلام المصري" لـ"النجاح الاخباري": "انتشار المكياج والأزياء والبهرجة جعل السيدات يطلبن من الفتيات الخروج دون مكياج للتعرف على الوجه الحقيقي للفتاة".

مضيفةً: "أحيانا يطلب الشاب من والدته هذا الأمر بعد أن يرى فتاة في مكان ما للتأكد من أن جمالها طبيعي".

وتشير المصري إلى أنَّ هذه التصرفات تحرج الفتاة وأهلها، قائلة: "لا بأس إذا أصبح شيء معتاد عليه بين السيدات في المجتمع الفلسطيني".

مؤكِّدةً على أنَّه لابد من الحفاظ على أسرار البيوت والفتيات تجنبًا لأي مشاكل اجتماعية.