ساري جرادات - النجاح الإخباري - يقف الحاج فيصل شحادة من الخليل، على أعتاب عامه السابع والثمانين من العمر، دون أن تتوقف حواسه عن مداعبة أقلامه وأدواته في الإبحار في التخطيط وكتابة اللوحات بشتى أشكالها، وعلى الطريقة اليدوية الأولى التي تعلمها، ما زال متمسكًا بهوايته ومهنته في الخط العربي.

بدأ الحاج فيصل مهنته كخطاط منذ أن كان طفلًا في العاشرة من عمره، حيث شكَّل شغفه ومحبته للغة العربية دافعاً قوياً نحو تعلم وإتقان الخط العربي وقواعده، وبدأ في خمسينيات القرن الماضي عمله في الخط العربي، حيث عمل خطاطاً لدى الجيش الأردني في كتيبة المدرعات.

وفي ستينيات القرن الماضي انتقل إلى العاصمة العراقية بغداد، وعمل في العديد من الدوائر الحكومية والبرلمان العراقي، ونال  العديد من الجوائز والأوسمة العربية والمحلية، حتى لقِّب بشيخ الخطاطين من قبل نادي شباب الخليل، لدوره البارز في تعليم وتدريب الطلاب والأطفال والهواة على التخطيط.

وفي حديث مع "النجاح الإخباري" قال شيخ الخطاطين فيصل شحادة: إنَّه يشعر أنَّ عمله في مهنة الخط العربي كالدماء التي تسير في شرايينه، وأضاف "لا أحبُّ أن أفارق هذا المرسم الذي تجمعني تحت سقفه أجمل الذكريات وأحبها على قلبي، وأشعر دوماً أنَّ هذا المكان متنفسي وبنك أفكاري في التخطيط".

وتابع "كنت أستولي على الملصقات الموضوعة في الشوارع أثناء الحرب العالمية الثانية، وأتدرب على كتابة الأحرف للوصول لمستوى متقدم في التخطيط، وهنا كانت نقطة التحول الفاصلة بين تنمية موهبتي كطفل في الخط، وممارسة قواعدها بطريقة علمية".

ورغم التقدم في العمر إلا أنَّ شيخ الخطاطين يتمتع بإرادة صلبة وعزيمة عالية، على أمل افتتاح مركز "ركن الخط العربي"، الأمر الذي سيحفظ مهنة التخطيط من الاندثار والضياع، وإبقائها متوارثة بين الأجيال، لأنَّ اللغة العربية هي اللغة الأم واللغة التي نزل بها القران الكريم.

وختم شيخ الخطاطين فيصل شحادة حديثه لـ "النجاح الإخباري" بالقول: "خطَّطت عشرات الآلاف من اللوحات في حياتي، ولم أتعب على الرغم من الآلام التي لازمتني جراء عملي في مهنة الخط، مثل أوجاع الظهر والمفاصل إلا أنَّني أجد سعادة غامرة مع كل لوحة أخططها وأنجزها".

وولد شيخ الخطاطين عام (1930)، وبدأ مسيرته منذ سن العاشرة، واضطر لترك مقاعد الدراسة لمساعدة والده في العمل، وبدأ يمارس وينمي مهارته من خلال الكتابة على الشاحنات المصطفة في شوارع الخليل في خمسينيات القرن الماضي، إلى أن وصل لما وصل اليه اليوم.