النجاح الإخباري - في زمن الاجداد كان يخبرك والد بان جمع الحطب في حياتهم شيء اساسي ، فعليه يطهون طعامهم ويأكلونا وقبل بابور الكاز كان ذلك شيء اعتيادي لكن اليوم افرزت مشكلة الكهرباء والغاز مهنة التحطيب وجمع الحطب ليصبح مشهد ٌ من الماضي بصورة ملونة وفي زواياها سيدة وكومة من الحطب .

فكثراً ما تجد اناس يقتادون دوابهم الى مناطق حدودية وزراعية علهم يجمعون شيئاً من الحطب ليكفي حاجتهم من الطهي والتخزين .

المواطنة "سعاد" تعمل في جمع الحطب منذ ما يزيد عن عشرين عاماً تقول لمراسل النجاح الاخباري " تعودت منذ صغري انا اخرج مع والدتي لنجمع الحطب ونقوم بتخزينه وهو جزء من حياتنا وكما ترى يزين مدخل منزلنا ".

وتضيف المواطنة الخمسينية " انقطاع الغاز والكهرباء زاد من عملنا في هذه المهنة ونعتمد عليها بشكل اساسي على طهي الطعام وغسل الملابس ".

اما "سعيد" نجل المواطنة سعاد والذي ساعد والدته يقول  " نخرج في الصباح الباكر من اجل جمع الحطب الذي لا نستغني عنه في المنزل ونعتبره جزءا من عاداتنا وتقاليدنا .

مضيفاً " رغم الخطر الذي نتعرض له في المناطق الحدودية من اطلاق نار يبقى انقطاع الغاز والكهرباء حافزاً لاستمرار العمل في جمع الحطب "

ولم يقتصر جمع الحطب للاستخدام المنزلي فقط فالمزارع "شهاب" والذي يعمل في احدى بيارات شمال قطاع غزة الحدودية يجمع العيدان وبعض الحطب ليغلي كوباً من الشاي على نارِ تلفها الحجارة يقول لمراسل النجاح الاخباري " برغم توفر الغاز الى حد ما تبقى نكهة النار لها خصوصية مميزة في حياة المزارعين لذلك نجمع الحطب "

ويضيف الشاب ايضاً مبرراً عدم اصطحاب الغاز معه " تعتبر هذه المناطق حدودية فالجنود على ابراج المراقبة قد يطلقون النار اذا ما شاهدوا جسما محمولا معنا ويضنون بأنها متفجرات وهذا ما اعتدنا على حدوثه ، ونحن نتفادى هذا الخطر .

ويذكر ان  التحطيب مهنة قديمة أوشكت على الانقراض إلا أنها بعثت من جديد في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات وبفعل الأزمات التي تجتاحه بين الفينة والأخرى وخاصة ازمتي انقطاع الكهرباء ونقص غاز الطهي فلم يجد المواطنون أمامهم من خيار سوى العودة الى استخدام أغصان الاشجار للتخفيف من أزماتهم المتواصلة.

  • يقتصر استخدام الحطب في التدفئة على الفقراء فقط في قطاع غزة، فالأسر الميسورة باتت تستخدمه بشكل واضح بسبب الانقطاع شبه المستمر للكهرباء والنقص الكبير في كميات الغاز المتوفرة.