ساري جرادات - النجاح الإخباري - استطاعت الشابة الثلاثينية فداء أبو تركي تحدي ومقاومة الظروف الصعبة التي مرت بها أسوة بباقي أبناء جيلها، حيث ولدت وترعرعت في الخليل القديمة، التي تعاني الاغلاقات والاعتداءات والحواجز اليومية من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، وفي كل مرة كان يتم إغلاق مدرستها، كانت تعتصم هي وزميلاتها أمام المدرسة للسماح لهن بالدراسة.

وأنهت تعليمها المدرسي والجامعي بتفوق، لتصبح واحدة من رياديات العمل النسائي البارعات، واستطاعت مع مجموعة من السيدات تأسيس ست مؤسسات في محافظة الخليل، تعمل في تنمية وتمكين المرأة، ومد خريجات الجامعات بالتدريبات المناسبة للانخراط في سوق العمل، والبدء في العمل في المشاريع التي تدر الدخل الاقتصادي عليهن.

وانخرطت الريادية أبو تركي في العمل المؤسساتي بعد عام من تخرجها من جامعة القدس المفتوحة تخصص تربية ابتدائية، واستطاعت لفت انتباه زملائها وشركائهم في العمل المجتمعي لنوعية افكارها، وقدرتها على التأثير على المجتمع، وبدأت تأخذ دورا اكبر في العمل الميداني الخاص بالنساء في مجالات مختلفة.

وعملت الناشطة فداء على تنفيذ 63 مبادرة مجتمعية هادفة على مستوى فلسطين ومصر والأردن والوطن العربي، وتهتم مبادراتها بالمرأة والشباب والأطفال وكبار السن، بهدف دعم وتمكين السيدات في القرى والمناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري والمستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية.

وحصلت على جائزة الملك الأردني عبد الله للانجاز والإبداع الشبابي، لحصولها على المرتبة الأولى على العالم العربي، من أصل 1800 مبادرة متقدمة، وحصلت على جائزة الأمير عبد العزيز كأفضل ريادية أعمال على مستوى العالم، وجائزة من مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة التابع لجامعة الدول العربية، وأفضل ريادية أعمال على مستوى الوطن العربي وجائزة اشوكا العالمية، التي منحتها إياها الولايات المتحدة الأمريكية وجائزة من الحكومة اليابانية، لتتوج مسيرتها لغاية الآن بلقب سفيرة الشباب العربي في العالم.

تقول الريادية فداء أبو تركي عن الجوائز التي حصلت عليها لـ"النجاح الإخباري" جميع الجوائز التي حصلت عليها، هي جوائز لكل نساء المجتمع، وللمواطنين الصامدين في قراهم ضد سرطان الاستيطان والاحتلال، وأجمل لحظاتي عندما يقرن أسمي بعلم بلادي الذي سيبقى خفاقاً فوق كل محافل التقدم والإبداع.

وتضيف أبو تركي ل"النجاح الإخباري" أعتبر أهلي شركاء أساسيين في مسيرتي العملية، وزوجي يشجعني دائما ويقف لجانبي ويتعب معي في كثير من الأحيان، ونتقاسم سوياً محطات الحياة ومشاقها، خاصة وأنه يعمل كمحامي وعمله يحتاج لجهد كبير، وارى في طفلاي ميلاد وأمير أملاً اضافيا في مواصلة مسيرتي العملية.

وحصلت السيدة ابو تركي مؤخراً على درجة الماجستير في التنمية البشرية من جامعة القدس، وتعتزم خلال الشهور المقبلة دراسة الدكتوراة لخدمة شرائح مجتمعية أكثر لتمكين المجتمع ثقافيا وسياسيا وفكريا، وتشغل حاليا منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة "إرادة الحاضنة الأولى لسيدات الأعمال"، والتي تعمل في مختلف المدن الفلسطينية، وتشغل منصب الرئيس التنفيذي لجمعية المركز الفلسطيني للاتصال والسياسات التنموية.