رويدا عامر - النجاح الإخباري - تعج المواهب الفنية الشابة في قطاع غزة وتتنوع بين مغني وعازف وممثل أو رسام، ولكل موهبة هدف تسير له درباً، ولكن التمييز هو عنوان أي موهبة فنية، وهذا ما يسعى له شابين من قطاع غزة يمتلكان أصوات غنائية مميزة، إذ يشاركان بجميع حفلات أطفال السرطان، ليغدو صوتهما مصدر سعادة لهؤلاء الأطفال.

أول الخطوات:

بدأ تحقيق هذا الهدف من خلال التطوع في مؤسسة بسمة أمل، التي ترعى المئات من مرضى السرطان، وتحرص على تنظيم حفلات للأطفال، وعادة يكون ضيفيها الرئيسيين هما صديقا الأطفال محمد البردويل وأسامة أبو شنب.

محمد البردويل حاصل على شهادتي دبلوم؛ الأولى بتخصص وسائط متعددة من كلية المجتمع، والثانية بالإدارة الصحية من جامعة "القدس المفتوحة".

وعن تجربته يقول البردويل لـ" النجاح الاخباري": كانت لدي موهبة الغناء منذ الصغر والجميع من حولي يدركون امتلاكي الصوت العذب، ومنذ خمس سنوات تشجعت كثيرًا للوقوف على مسارح الحفلات، وكانت البداية مع فريق السندباد لإسعاد أطفال مرضى السرطان".

ويضيف: "كانت لدي قناعة نابعة من جانب إنساني بأن صوتي وجد للأطفال فقط، فكانت البداية بغنائي في حفلة لروضة أطفال، والتفوا حولي حينها سعداء بما يسمعون، مرددين معي الأناشيد وكانت سعادتي نابعة من ابتسامتهم.

ويتابع "ابتسامة الأطفال شجعتني كثيرًا لمواصلة الغناء من أجلهم، لذلك اخترت شريحة أطفال مرضى السرطان، وشاركت بعدة زيارات لهم مع مختلف المؤسسات، من بينها بسمة أمل لرعاية مرضى السرطان، بالإضافة إلى المشاركة بالحفلات الإنسانية، ومن هذه الانطلاقة شعرت بأني بسمة أطفال مرضى السرطان".

ويضيف البردويل أن حصيلة مشاركته الغنائية من أجل الأطفال وصلت لأكثر من 30 حفلة فنية، في مختلف الأماكن، قائلا: "أتنقل في حفلاتي بين الأماكن الخاصة والمستشفيات، منها مستشفى الأوروبي ومستشفى الرنتيسي للأطفال، فيكون تواجدي في قسم أورام الدم".

تجربة مشابهة:

وفي نفس السياق فإن الشاب أسامة أبو شنب (20 عاما) يدرس محاسبة في جامعة القدس المفتوحة، بالإضافة إلى دبلوم المهرج الطبي الذي يجمع بين الحركات البهلوانية والصوت الجميل.

وقد تطوع أبو شنب في مؤسسة بسمة أمل لرعاية مرضى السرطان من أجل إسعاد الأطفال، حيث يقدم العديد من العروض البهلوانية ممزوجة بصوته الغنائي، في كافة أماكن تواجد الأطفال بمنازلهم أو بالمستشفى وحتى بالدعوات الخاصة للحفلات.

ويقول أبو شنب لـ"النجاح الاخباري": "أطفال السرطان لهم حياة خاصة رقيقة تستحق الدعم والمساندة، من خلال حركات بهلوانية ومجموعة من الأغاني التي يحبون سماعها"، واصفا بذلك دوره بالإنساني.

ويضيف أن سؤال الأمهات عنه لكي يرافق أبنائهم بالمستشفى، ويخفف من معاناتهم يسعده، خصوصا أن هذه هي رسالته.

ويوضح البردويل أنه يسعى لإقامة هذه الحفلات بعيدا عن أجواء المستشفى، لذلك يبحث عن أماكن مفتوحة ومتنزهات، لتفريغ الطاقة السلبية الناتجة عن مكوث الأطفال بالمستشفى لساعات عديدة وأحيانا أيام.

حصاد الخير:

وبين البردويل أن هدفه يتحقيق ورسالته تصل، عندما  يرى سعادة الأطفال خلال الحفلات، مشيرًا إلى أنه يقدم أغاني هادفة ومحبوبة ومتداولة بينهم.

وذكر كل من بردويل وأبو شنب أنهما حصلا على الدعم من الأشخاص اللذين سمعوا أصواتهم، وشاهدوهما يغنون للأطفال.

وأكدا على مواصلتهما العمل الإنساني الذي يؤديانه، وتمنيا الحصول على الدعم الكافي من مؤسسات ذات الصلة، لإقامة حفلات تسعد الأطفال وتفرغ طاقتهم السلبية، برسم بسمة لطالما حلم  البردويل وأبو شنب لرسمها على شفاه الأطفال.