نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: ما أن انفضت القمة العربية الـ(28) والتي جرت قبل أيام في البحر الميت حتى بدأت مسارات جديدة تتفتح على طريق التسوية السياسية من خلال تحركات عربية فلسطينية جديدة وهذه المرة من قلب واشنطن التي ستكون محط الأنظار خلال الفترة القادمة.

في السياق أكّد الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، أنّ المبعوث الأمريكي "غرينبلات" الذي قابله في رام الله مؤخرًا جاء "ليستمع وليستفهم".

مضيفًا في مقابلة أجرتها معه صحيفة "القدس العربي" اللندنية: "وهذه مؤشرات إلى جدية الموقف الأمريكي، لكن إلى أي مدى سيصل هذا الموقف هذا ما لا نعرفه، وهل سيظل الموقف الأمريكي يتبنى موقف إسرائيل؟ وهذا أيضًا لا نعرفه، سنعرفه بعد اللقاءات القادمة".

ومن المقرر أن يقوم وفد فلسطيني بزيارة واشنطن خلال الأيام القادمة تحضيرًا لزيارة الرئيس محمود عباس.

قمة الـ (150) دقيقة

 ومن جهة التحرك على صعيد إحياء عملية السلام يستمر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، منذ يومين في"اقناع" إدارة البيت الأبيض بالرؤية العربية لتكون إحدى الأفكار المتداولة لما بات يعرف بـ "سلام إقليمي"، تشارك في صياغة فصوله مصر والأردن والخليج العربية بقيادة السعودية.

ووفقًا للرئاسة المصرية فقد استمرت قمة السيسي مع نظيره الأمريكي (150 دقيقة).

وكان الرئيس المصري "السيسي"، قد أعلن الإثنين، استعداد القاهرة للعمل مع الإدارة الأمريكية لـ"بلورة أفكار" إحياء السلام والتوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية والتواصل مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.

وسينضم اليوم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للحراك حيث من المقرر أن يستضيف "ترامب" غداً العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

ووفقًا لبيان صادر عن ديوان الرئاسة المصرية فإن قمة أردنية مصرية بين الملك الأردني والرئيس السيسي تجري في هذه الأثناء بمقر إقامتهما بالعاصمة الأمريكية واشنطن وذلك لتنسيق المواقف.

وغادر العاهل الاردني عمان أمس متوجهًا اإلى واشنطن في "زيارة عمل" يبحث خلالها مع الرئيس الأميركي "ترامب"،  "التطورات الراهنة على الساحتين الاقليمية والدولية"، بحسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.

وقال البيان أنّ "الملك يجري مع الرئيس "ترامب"، يوم بعد غد الأربعاء، مباحثات تركز على تعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة والتطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية".

الموقف الفلسطيني ..

وشددت تصريحات فلسطينية متواترة على أهمية توحيد المواقف السياسية بين مصر وفلسطين والأردن والسعودية في ظل اجتماعات عربية تجري مع الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، وقبل زيارة الرئيس الفلسطيني المقررة إلى واشنطن.

مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية "نبيل شعث" عاد للتأكيد على أنّ موقف القيادة الفلسطينية من المفاوضات ثابت، قبل أنّ يتمّ وقف الاستيطان بشكل كامل والإفراج عن الأسرى القدامى.

جاء ذلك بعد تصريحات سياسية مصرية تفيد بأنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض على الرئيس المصري استضافة قمة سلام في الصيف المقبل، خلال لقائهما أمس.

ونوّه شعث إلى أنّ الرباعية العربية (الاردن، مصر، السعودية، الإمارات) يتحركون ضمن موقف موحد ملتزم بمبادرة السلام العربية دون أي تعديل وضرورة وقف الاستيطان قبل الحديث عن أيّة مفاوضات.

وبدأ تنسيق المواقف العربية مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ اليوم الأول باجتماعات سريعة على هامش القمة وقبلها زيارات منفصلة لمبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط، "جايسون غرينبلات"، للمنطقة حيث  طرح التحضير لمؤتمر سلام تستضيفه الولايات المتحدة هذا الصيف، مع أطراف عربية.

القمة السرية  ..

وثمّة من يربط التطورات المتسارعة في واشطن بـ"القمة السرية" التي تسرب خبرها قبل أشهر وجرت في مدينة العقبة الأردنية في (21 فبراير/شباط  2016)، وجمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني،  بالإضافة إلى وزير الخارجية الأميركي حينها جون كيري، دون مشاركة فلسطينية.

وخلالها عرض نتنياهو "خطة النقاط الخمس"، وهي مجموعة خطوات لبناء الثقة مع الفلسطينيين وتشمل اعترافًا بالدولة اليهودية واستئنافًا للمفاوضات مع الفلسطينيين.

ووجه "ترامب" رسائل ملتبسة بشأن المسار الذي ينوي تبنيه حيال عملية السلام في الشرق الأوسط  فاعتبر أنّ حل الدولتين ليس الحل الوحيد الممكن، مخالفًا للموقف الثابت للإدارة الأميركية على مدى عقود.

وتوقفت مفاوضات السلام ، نهاية نيسان/ أبريل 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد تسعة شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية، بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان والالتزام بالمطالب الفلسطينية.