ساري جرادات - النجاح الإخباري - خاص: تدون ما يلوج في وجدانها من قصص وحكايا لتنتج فناً ملتزماً بالتعبير عن روح الإنسان ومكنونه الداخلي، ووراء طاولتها المستديرة والتي يقابلها مكتبتها التي جاءت بكل ما طاب لها من الكتب المنوع، وفي غرفتها المزينة باللوحات بدأت تقص ل "النجاح الإخباري" حكاية ألوانها وبقايا من حلم لن يموت.

سهير دنديس، من مدينة الخليل جنوب أقصى الضفة الغربية، تعتبر الفن حالة تعبيرية عن الذات بعد تقاعس الكلمات عن الانصياع لمطالب الأقلام في التكوين والتشكيل، فتوصي نفسها وحواسها بالحفاظ على وجودها حتى بعد الممات، ليبقى فنها رسالتها التي ترفض الاستسلام لدروب من الصمت أو الفناء.  

وقالت الفنانة التشكيلية سهير دنديس ل "النجاح الإخباري"رافقني الرسم منذ نعومة أظفاري، وكانت أولى لوحاتي في سن الحادية عشر، وعلقوا أهلي على الأمر بأنه رسم مميز، وفيه من طيات التطور والتقدم نحو الحرفية الكثير، وبدأت المطالبات بالاستمرار وعدم الوقوع في فخ التراجع أو الانتظار".

تتابع "أخذت دورة أساسيات في رسم البورتريت بالفحم في أحد مراكز المدينة، ومن ثم بدأت بتكثيف عمليات التنقيب والكشف عن ما يلامس رسمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "الفيس بوك والانستجرام" وموقع "اليوتيوب"، سواء لمشاهدة لوحاتهم وعروضهم، أو الاستفادة من تجاربهم ونصائحهم على الرغم من شح الإمكانيات".

ترسم الشابة دنديس بالفحم والألوان الخشبية، وتستعين بمادة الباستيل والألوان المائية في توجيه لوحاتها نحو الأبعاد التي تريد، وأقرب الطرق لخيالها الواسع الاستعانة بقلمها الأبيض على ورق اسود, خاصة في ساعات الصباح الأولى، وفصلي الربيع والصيف اللذان تعتبرهما طريق الوصول إلى ملامسة أثر الفراشة وزهر اللوز".

وتوقف غزو قلمها للوحتها وتعود لتدير واجهة الحديث بالقول: بالنسبة للوقت الذي احتاجه لإتمام لوحاتي فهو مفتوح، مثلا البورتريت بالألوان تأخذ أقصى حد 10 ساعات غير متواصلات لتكون متقنة، أما الرسومات التي تحتوي على مناظر طبيعية فتستغرق قرابة الساعة، وبحسب التفاصيل الموجودة في الصورة.

تواصل دنديس حديثها لمراسلنا بالقول: الرسم اندفاع وليس عمل له وقت منظم، وهناك لحظات لا استطيع الرسم فيها، فأتجاوزها في الاستمتاع بلوحاتي المعلقة، وشاركت في العديد من المعارض على مستوى محافظة الخليل ومعرض دولي في دولة الكويت، الأمر الذي يزيدني رغبة جامحة في مواصلة وتطوير ما أنا عليه.

وتطمح دنديس بالوصول إلى العالمية، وإكمال تعليمها الجامعي في مجال الفنون الجميلة، وأن يمسي لديها مرسمها الخاص، وتشعر أن التصوير له أهمية في حياتها، كونه يساعدها على التقاط الصورة من الزاوية التي تريد، وتتبدل طاقتها السلبية بأخرى ايجابية في مواجهة لحظات الصمت المريب.

وتستعين الفنانة سهير بمواقع التواصل الاجتماعي في نشر وتسويق لوحاتها، والاستفادة من ملاحظات وتعقيبات المتابعين لها على رسوماتها، خاصة في ظل ازدياد اهتمام الشارع الخليلي في الإقبال على طلب اللوحات وزيارة المعارض المنظمة، وكوني أرسم وأفتش عن الإنسان في أغلب التفاصيل.

ووجهت الفنانة سهير دنديس رسالة لأولئك الموهوبين أن كل شيء يبدأ بسيطاً وصغيراً وينمو ويكبر مع المران والزمن، ومن الجدير ذكره أن الشابة العشرينية درست علم النفس في جامعة الخليل وتعمل في إحدى المؤسسات الخاصة في هدا الإطار.