النجاح الإخباري - محرر الشؤون السياسية - خاص: لم يمض وقت طويل على دخول الفلسطينيين في جدل اجراء الانتخابات المحلية في محافظات الوطن من عدمه،حتى جاء القرار الحكومي باجرائها في الثالث عشر من شهر أيار/ مايو القادم في أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة كافة.

فقرار تنظيم الانتخابات الذي "افرح الجميع" بات مرشحا لاعادة الشارع في متاهة جديدة بعد رفض "حماس" اجراء الانتخابات دون توافق وطني ،لندخل مجددا في دوامة الأنقسام اللامنتهية.

عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أمين مقبول يرى بأن ملف اجراء الانتخابات المحلية لا ينفصل بأية حال من الأحوال عن ملف انهاء الانقسام.

واتهم مقبول حركة حماس بوضع "العصا" في "دواليب المصالحة الوطنية" من خلال رفضها لإجراء الانتخابات في غزة وفقا للقرار الحكومي السابق.

مقبول الذي بدا متفائلا في حديثه لـ"النجاح الاخباري" اليوم الخميس، كشف جهود تبذلها الحكومة وفصائل العمل الوطني للضغط على حماس للقبول بإجراء الاستحقاق الانتخابي.

ورفض مقبول في الوقت ذاته التعليق على طبيعة هذه الاتصالات ،وما اذا كانت قد بدأت فعليا،من خلال سفر لجان مختصة للقطاع للالتقاء بقيادات حركة حماس هناك.

وفي وقت سابق دعا رئيس حكومة الوفاق الوطني د. رامي الحمد الله، فصائل العمل الوطني حركة حماس خاصة إلى دعم إجراء الانتخابات المحلية والبلدية، وذلك كمقدمة لإنهاء الانقسام، والتمهيد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

وأرجع د. أحمد يوسف أحد مفكري حركة حماس،قرار رفض حركته لإجراء الانتخابات بأنه ناجم عن عدم التواصل او التشاور مع حكومة الوفاق الوطني.

وقال يوسف في حديث لـ"النجاح الإخباري": " لا شيء يمنع من اجراء الانتخابات ،الا ان غياب التفاهمات والمشاورات قد يهدد تنظيمها في غزة،ويزيد من تعقيدات المشهد السياسي الداخلي الفلسطيني على صعيد المصالحة".

وردا على سؤال يتعلق بوجود اتصالات مع حركة حماس من حكومة الوفاق الوطني،نفى يوسف ان يكون قد سمع او علم بمثل هذه الاتصالات لاحتواء "ازمة اجراء الانتخابات" المحلية في غزة بالتزامن مع الضفة.

واشار يوسف الى ان جهود المصالحة تراوح في المكان،واصفا اللقاءات الماضية بأنها "شكلية ليس الا".

وفور إعلان الحكومة موعد الانتخابات رحبت فصائل فلسطينية بإجرائها، داعية إلى تذليل كل العقبات لإنجاحها، في موعدها المحدد في وقت تصر فيه حركة "حماس" رفض إجرائها دون توافق وطني.

وقال كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في بيان له:" إن الجبهة ستستمر في بذل الجهود لإجراء الانتخابات المحلية,بمعزل عن أية ملاحظات وصولا إلى انتخابات،تشمل الرئاسة والمجلس التشريعي،والمجلس الوطني" .

مصدر فصائلي حذر لـ"النجاح الإخباري" من مخاطر مواقف حركة "حماس" الرافضة لإجراء الانتخابات المحلية والبلدية في موعدها، والتي من شأنها تعزيز حالة الانقسام وفصل القطاع عن الضفة، ما يهدد إمكانية قيام دولة مستقلة ويمهد للتعامل مع غزة كـ"كيان مستقل".

وباستقراء حالة الشارع في الضفة وغزة ثمة من يخشى تأجيل الأنتخابات مجددا"برفض حماس" لها بعد أن تأجلت قبل عدة اشهر بسبب خلافات حول القوائم واسماء المرشحين في كل من غزة والضفة.

وشهدت فلسطين آخر انتخابات لمجلس الهيئات المحلية في تشرين أول/ أكتوبر عام 2012، وكانت في حينه أول انتخابات للمجالس المحلية يتم إجراءها منذ العام 2005، لكنها اقتصرت على الضفة الغربية بعد رفض حماس في حينه إجرائها في قطاع غزة أو المشاركة في الضفة بحجة أن إجراء أي انتخابات يجب أن يسبقه إنهاء الانقسام.