النجاح الإخباري - نهاد الطويل - خاص: اتفق محللون على ان دولة الاحتلال ليست بصدد فتح جبهة غزة وشن "حرب رابعة" في هذا التوقيت رغم موجة التصعيد التي شهدها القطاع يوم أمس.

في الوقت ذاته يرى المتحدثون في تصريحات منفصلة لـ"النجاح الاخباري" أن اشتعال فتيل التصعيد قد يؤدي للوصول لمرحلة لا يمكن استدراكها وبالتالي الدخول في مواجهة مفتوحة قد تكون كلفتها أشد خاصة على الفلسطينينين.

وفي هذا السياق، يؤكد الخبير بالشأن العبري والأكاديمي عدنان ابو عامر انه من السابق لأوانه الحديث عن امكانية اشتعال حرب جديدة على الجبهة الغزية.

ويرى ابو عامر في تصريح لـ"النجاح الإخباري"  ان ارتفاع مؤشر القصف الإسرائيلي لاهداف في قطاع غزة بأنه يأتي في سياق اختبار لقدرات المقاومة،وطريقة جديدة للتعاطي مع اطلاق الصواريخ.

امين عام حزب الشعب الفلسطين بسام الصالحي يرى بأن التصعيد الاخير يأتي في سياق تعاطي الاحتلال مع تصريحات الادارة الامريكية  الجديدة لانضاج ظروف واستراتيجية استباقية للتعامل مع غزة من خلال خلق وقائع على الارض تحت بند محاربة "الارهاب"،وهي استراتيجية تصدرت تصريحات الادارة الامريكية الجديدة منذ اليوم الأول في البيت الأبيض.

ويرى الصالحي في حديث لـ"النجاح الاخباري" بأن الطرفين سيحافظان على الهدوء المتبادل.

واضاف:" اسرائيل غير مستعدة داخليا بسبب ازمة القيادة التي تعصف فيها".

واكد الصالحي ان حماس ايضا لديها اسبابها في عدم الذهاب الى حرب جديدة بسبب تعقيدات الوضع في غزة الى جانب الازمات اليومية التي يعيشها المواطنون.

"التصعيد الاسرائيلي احترازي واختبار لصبر حماس ومدى جاهزيتها" .. يقول الصالح.

وهنا يفسر مراقبون طريقة تعامل الاحتلال الاسرائيلي مع الصواريخ التي تطلق من غزة بشكل "عشوائي" بأنه اسلوب جديد ينتهجه وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان،من خلال سياسة "تكثيف الرد" و"دق الحديد وهو حامي"، وعدم الانتظار إلى ساعات الليل حيال كل صاروخ يضرب من القطاع ،كما كان يفعل سلفه موشي يعلون.

المحلل السياسي واستاذ الاعلام والعلاقات العامة في جامعة بير زيت الدكتور نشأت الاقطش  حذر من ان التجربة السابقة مع الاحتلال في طريقة شن عدوان على غزة تستدعي دوما الحذر والاستعداد الجيد للمواجهة،في اي وقت.

وشدد الاقطش في الوقت ذاته على ان "اسرائيل" لن تسعى للوصول الى مواجهة فعلية مع غزة في هذا الوقت،فهي مرتبكة ومتوترة.

المحلل السياسي واستاذ الاعلام بجامعة القدس د.احمد رفيق عوض يرى بأن الطرفين يحافظان على نوع من الهدوء المتبادل في حده الأدنى.

ويرجع عوض السبب الى أن هيمنة ملف الاستيطان في الضفة الغربية على اولويات حكومة الاحتلال خاصة في اعقاب قرار "الكنيست" بالمصادقة على قرار نهب الاراضي الفلسطينية وسرقتها.

ولفت عوض الى ان موجة التصعيد الاخيرة تندرج تحت تكتيك "استعراض القوة" واختبار جاهزية المقاومة وردة فعلها.

وفي اخر تحديث للموقف الاسرائيلي المتضارب ،توقع الوزير في الكابنيت يؤاف غالانت، مواجهة جديدة مع حركة حماس في قطاع غزة خلال فصل الربيع المقبل.

في المقابل نشرت القناة العبرية تصريحا عن ما وصفته بالمصدر المسؤول،اكد فيه على أن اسرائيل  ليست معنية بتصعيد الأوضاع،وأن القصف يأتي في اطار الرد على ما وصفه بـ"خرق" للتهدئة ووقف اطلاق النار.

وقال وزير التعليم وزعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت، ، إن اندلاع جولة قتال أخرى مع حركة حماس ليست سوى مسألة وقت.

وأضاف بينيت خلال كلمة له في احتفال أقيم ببلدة سديروت المجاورة للقطاع لإحياء ذكرى مقتل إسرائيلية بصواريخ المقاومة منذ 12 عاما "غزة لا تزال تمثل لنا تهديدا كبيرا وتحاول إيقاع الأذى بسكان وجنود دولة إسرائيل".

وتابع "المخاطر والتهديدات تتعالى وتتصاعد هذه الأيام من غزة ولبنان، وجولة القتال المقبلة ليست سوى مسأة وقت".

بدوره تساءل الكاتب في صحيفة ،يديعوت احرونوت يوسي يهوشع، عن سبب حجم الرد الذي قام به الجيش "الإسرائيلي" على قطاع غزة، عقب إطلاق صاروخا وحيدا من القطاع سقط على منطقة مفتوحة في مدينة عسقلان.

وأبدى الكاتب "الإسرائيلي" استغرابه من حجم الرد قائلا: هناك عدة حقائق مهمة، أولها أن الصاروخ الذي أطلق من غزة تم عن طريق أحد التنظيمات المنعزلة الموجودة في صراع مع حماس في الايام الاخيرة.

ولفت إلى أن الحكومة "الإسرائيلية" تفاخرت بالهدوء مع قطاع غزة والذي لم يحصل منذ زمن، مشيرا إلى ضرورة المحافظة عليه وعدم كسره من أجل صاروخ منفرد لم يؤدي إلى أضرار أو إصابات، على حد وصفه.

وشدد يهوشع على أن أوقات التصعيد تخرج عن السيطرة حتى لو كان الطرفان غير معنيين بهذا، داعيا إلى التصرف بحذر "حتى لو كنا نعرف كل حاجة".

وعنون موقع "والا" العبري مقالاً تحليلياً لمراسله العسكري أمير بوخبوط حول تصعيد الأمس بعنوان "الصاروخ المفقود والفرصة السانحة"، وذلك في إشارة إلى عدم العثور على الصاروخ، ومع ذلك فقد استغل الجيش هذه الفرصة لمهاجمة أهداف نوعية لحركة حماس.